Wednesday 3 October 2012

{Kantakji Group}. Add '11284' ندوة العقود في مركز دبي المالي العالمي

ندوة العقود في مركز دبي المالي العالمي


أقيمت ندوة قانونية حول العقود التجارية رعاها مركز دبي المالي العالمي و مدينة دبي للانترنت و شارك فيها رجال القانون من القضاة و المستشارين و بعض مكاتب المحاماة العالمية، و لا يخفي علي الجميع أهمية العقود المبرمة بين الأطراف ولما لهذه العقود من انعكاسات قانونية و تجارية و آثار ربما تكون سلبية علي العلاقة بين أطراف العقد.

لقد ظلت أمارة دبي في الصدارة بقيامها بأعمال رائدة في التجارة و الاستثمارات وتهيئة الأرضية المناسبة لازدهار النشاطات الاقتصادية في دبي و تم تتويج هذه السياسة بإنشاء مركز دبي المالي العالمي و لاحقا تم إنشاء محاكم خاصة بالمركز ذات اختصاص قضائي بنظر القضايا ذات الصلة بالمركز و النشاطات التجارية التي تتم في أروقته . و الغرض من هذا منح المزيد من الثقة للمستثمرين في دبي و لتظل دبي متقدمة في ترويج نفسها كمركز للتجارة العالمية تجارية و كذلك كمركز لتسوية المنازعات التجارية.

و لنعود لموضوع الندوة حول "ضرورة إبرام العقود السليمة و أهميتها في حسم المنازعات بين الأطراف" و من دون شك، الكثير من العقود التجارية تحمل في داخلها "قنابل موقوتة" قد تنفجر في أي وقت. و هذا لأن معظم هذه العقود،  وبالرغم من أهميتها، لا تتم صياغتها بصورة سليمة أو تكون الكتابة ركيكة أو منقولة بالمسطرة من عقود أخري أو لم يتم توضيح كل النقاط بصورة كافية أو تتم الصياغة بصورة تحتمل التفسيرات المتعددة أو بصورة غير قاطعة أو، بكل بساطة، لم يمنحها الأطراف العناية الكافية أو غيره.

بل و من التجارب تبين أن أطراف العقد و في حالات عديدة يعتمدون علي حسن العلاقة بينهما أثناء فترات التعامل السابقة و لهذا لا يأبهون بوضع التفاصيل الهامة الضرورية في العقد استنادا علي العلاقات السابقة و الصداقة و حسن النية أو ما شابهها. إن الصداقة و حسن النية مثلا أمر مرغوب لكنه لا يستطيع الوقوف إلي جانبك إذا حدث خلاف أثناء تطبيق العقد. و كما نعلم إن أطول آية في القرآن الكريم كانت عن "الدين" و أمرت بكتابته، حيث قال جل جلاله "... يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلي أجل مسمي فاكتبوه و ليكتب بينكم كاتب بالعدل و لا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب و ليملل الذي عليه الحق ... و لا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلي أجله ذلكم أقسط عند الله ... و يعلمكم الله و الله بكل شيء عليم" ( الآية 282 سورة البقرة) و ما أعظم ما تناولته هذه الآية من الأحكام و التعليمات السماوية لمن يعلم. و هذا ينطبق تماما علي العقود التجارية التي تتم اليوم كل صباح مساء و التي يجب أن تتم كتابتها بالعدل و هذا العدل يشمل الوضوح و الأمانة و الصدق في كل تعامل صغيرا كان أو كبيرا. و إذا تم توضيح العقود بالعدل و كتابتها بهذا الشكل فإننا سنتجنب الكثير من المشاكل.

و بالاطلاع علي العديد من العقود المبرمة بين الأطراف المتعاقدة في مركز دبي المالي العالمي تبين، و بالرغم من أنها بين أطراف لديهم ثقافة تجارية و علمية وقانونية عالية، أنها لا توضح حقيقة ما هو في نية و ذهن المتعاقدين لحظة التعاقد و هذا قد يعود لأن الأطراف لم يمنحوا العقد الفترة الكافية أو لم يتناقشوا في التفاصيل بما فيه الكفاية أو لأنهم تركوا كل الموضوع برمته للقانونيين بحكم أن هذا من اختصاصهم أو لأنهم تلقوا استشارات فنية أو قانونية غير سليمة      ولغير هذا من الأسباب المنطقية أو غير المنطقية. و لا بد من أخذ هذه السانحة لتوضيح أن تجهيز العقد و صياغته ليس أمرا قانونيا محضا بل هو مزيج من عدة تخصصات من ضمنها القانون و هكذا كل المهن من هندسة و طب و قانون حيث الحاجة لتقديم التفاصيل للمهني حتى "يصنع الحذاء بالقياس المناسب" و من الخطأ الشائع ترك كل الأمر للقانونيين فقط بل يجب الانغماس معهم في كل تفاصيل العقد و قتلها نقاشا  و أخذا و ردا بين الأطراف، و إذا لم يحدث هذا فان العقد قد يكون "مبتورا أو ناقصا". و من هذا قد تنشأ المنازعات و تتعطل الأعمال  وتقل الأرباح، و هناك قضايا أمام محكمة مركز دبي المالي العالمي بسبب ما سبق ذكره وكان من الممكن تجنبها إذا تم التصرف بحكمة و روية أثناء مفاوضة       وتجهيز و إبرام العقد.

و في الندوة تمت مناقشة كيفية الاستفادة من محاكم مركز دبي المالي العالمي وما به من كفاءات قانونية متخصصة في حسم المنازعات التجارية. و في الفترة الأخيرة تم توسيع نطاق اختصاص المركز حيث تم السماح للشركات من خارج المركز أو من خارج دبي بتضمين العقود أحكاما تمنح سلطة الاختصاص القضائي لمحاكم مركز دبي المالي العالمي. و توسيع الاختصاص القضائي لمحاكم مركز دبي فتح الباب لزيارة عدد القضايا المنظورة في محاكمه و هذا يدل علي الثقة.

و من الجدير بالذكر أنه و وفقا لإجراءات محاكم مركز دبي فان القضايا لا تأخذ وقتا طويلا بل تكون الأحكام سريعة حتى في القضايا الكبيرة إذ يتم إصدار الأحكام خلال أيام بعد إعداد الدعوي الذي يستغرق مدة 6 أشهر في أغلب الأحوال. أيضا هناك لجان في المركز لتسوية القضايا بين الأطراف دون التدخل القضائي، و كل هذا لتوفير العدالة لمنح الأطراف الثقة في المركز و في أجهزته القضائية.  

إن الحركة التجارية في دبي تزدهر لأن كل الوسائل المطلوبة لهذا الازدهار متوفرة و من ضمنها توفير البدائل القانونية المناسبة لحسم المنازعات التي قد تحدث و مركز دبي المالي العالمي عبر محاكمه يوفر العدالة الناجزة للمتخاصمين. وقبل هذا، و لتجنب المنازعات ننصح الأطراف ببذل الجهد المطلوب عند صياغة   وإبرام العقود التجارية و منح الاهتمام الكافي لهذه المرحلة خاصة و أن هذا سيعطي عقودا تقلل المنازعات بين الأطراف و تبعد شبحها و من هذا يستفيد أطراف العقد و تكتمل المعاملات التجارية بسلاسة لما فيه الفائدة للجميع.                                                                         

د. عبد القادر ورسمه غالب

المستشار القانوني و مدير أول دائرة الشئون القانونية

بنك البحرين و الكويت – البحرين

و أستاذ قوانين الأعمال بالجامعة الأمريكية بالبحرين

Email: awghalib@hotmail.com                                                                                      

 

--
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com
To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com
For more options, visit this group at
http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en
سياسة النشر في المجموعة:
ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على مستوى الأمة... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.
 
 
 

No comments:

Post a Comment