Tuesday 5 February 2013

{Kantakji Group}. Add '11662' سؤال وجواب في صكوك الإجارة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

السؤال: هل لصكوك الإجارة دور في تمويل المصارف الإسلامية؟ وكيف يتم ذلك؟

الجواب: نعم.

التوضيح: إن الغرض من صكوك الإجارة هو تحويل الأعيان (الأصول) والمنافع (الخدمات) إلى أوراق مالية (صكوك) يمكن أن تجري عليها عمليات التبادل في سوق ثانوية، حيث يستطيع مالك الصك بيعها لأي مشتر بالثمن الذي يتفقان عليه، سواء كان مساوياً أم أقل أم أكثر من الثمن الذي اشترى  به

وعليه تعتبر صكوك الإجارة أداة تمويل للمصارف فهي قادرة على اجتذاب المدخرات الصغيرة لأفراد المجتمع عن طريق طرح صكوك ذات قيمة صغيرة جداً ( إذا ما قورنت بقيمة الأصل أو الخدمة موضوع صك الإجارة).

كما يحصل المصرف الإسلامي على التمويل من خلال:

1-  يستطيع المصرف إصدار صكوك إجارة تمثل في مجموعها مبلغاً أكبر من المبلغ الذي دفعه عند تملك الأصل موضوع الصكوك وهذا تمويل للمصرف.

2-     يحصل المصرف بصفته مديراً لمحفظة صكوك الإجارة على أجرة مقابل هذه الإدارة وهذا تمويل للمصرف.

3-  توسيع قاعدة المتعاملين مع المصرف، وفي حال إدارة محفظة صكوك الإجارة بشكل مهني جيد فهذا سيعزز مكانة المصرف في المجتمع ويزيد المتعاملين معه.

4-  يستطيع المصرف تملك جزء من صكوك الإجارة هذه والحصول على عائد الإجارة (الأجرة) وهذا تمويل للمصرف.

5-  أيضاً عند تملك المصرف لبعض صكوك الإجارة ثم بيعها بثمن أعلى من الثمن الذي اشتريت به فهذا تمويل للمصرف.

 

 

--
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com
To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com
For more options, visit this group at
http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en
سياسة النشر في المجموعة:
ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على مستوى الأمة... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.
---
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

[karachi-Friends] Fwd: {Islamabadianz} Qari Waheed Zafar Qasmi - MP3 Audio Quran (with Urdu Translation)



---------- Forwarded message ----------
From: Amer Aleem <ameraleem@gmail.com>
Date: Wed, Feb 6, 2013 at 8:00 AM
Subject: {Islamabadianz} Qari Waheed Zafar Qasmi - MP3 Audio Quran (with Urdu Translation)
To: ISLAMABADIANZ <islamabadianz@googlegroups.com>, ISLAMIC WISDOM <islamic-wisdom@googlegroups.com>, vu-club@googlegroups.com




 
 
 
 

 
 
 
 
 
 
Bismillahir-Rahmanir-Rahim


Assalam-u-Alaikum Wa Rahmatullahi Wa Barakatuhu,
 

Download Quran (High Quality MP3 Audio) in the voice of
 

Qari Waheed Zafar Qasmi MP3 Audio Quran (Zip Format) (click here to download)
*File Size 385 MB
 
Please make multiple Audio CDs copies & forward it to maximum people you can as this would be Sadaqa-e-Jaaria.

May Allah reward you for showing people His path (a'ameen).

For any assistance you can email us.
 
Please use downloading software like Flashget or DAP; it will resume downloading if internet disconnected between the download. After installing software right-click on any file on the page and click on "Download all with Flashget/DAP"

Click below to download Flashget or DAP
Flashget or DAP

Deep Prayers,

AlQuranic Team

http://www.alquranic.com/
 
__._,_.___
Reply via web post Reply to sender Reply to group Start a New Topic Messages in this topic (5)
Recent Activity:
.
__,_._,___

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Islamabadianz" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to islamabadianz+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

--
--
Be Carefull in Islamic Discussions;
Disrespect (of Ambiyaa, Sahabaa, Oliyaa, and Ulamaa) is an INSTANT BAN
Abuse of any kind (to the Group, or it's Members) shall not be tolerated
SPAM, Advertisement, and Adult messages are NOT allowed
This is not Dating / Love Group, Sending PM's to members will be an illegal act.
 
 
You received this message because you are subscribed to the Google
Groups "Karachi-Friends" group.
To post to this group, send email to karachi-Friends@googlegroups.com
To unsubscribe from this group, send email to
karachi-Friends+unsubscribe@googlegroups.com
---
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Karachi-Friends" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to karachi-Friends+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

{Kantakji Group}. Add '11661' Fwd: ملتقى الخرطوم للمنتجات المالية الاسلامية -- المقال الاسبوعي

---------- Forwarded message ----------
From: Abdelgadir Warsama <awghalib@bbkonline.com>
Date: 2013/2/6
Subject: RE: ملتقى الخرطوم للمنتجات المالية الاسلامية -- المقال الاسبوعي

 

الأعزاء

السلام عليكم و رحمة الله تعالي و بركاته

يسرني اضافتكم لقائمة بريدي الالكتروني و ارسال مقالي الأسبوعي المنشور كل أربعاء في جريدة عمان باذن الله

 

و نأمل أن تجدوا فيه بعض الفائدة

 

عبد القادر ورسمه

--
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com
To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com
For more options, visit this group at
http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en
سياسة النشر في المجموعة:
ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على مستوى الأمة... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.
---
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

THE NAME OF "ALLAH"



--

Thanks & Best regards,
 
Imran Ilyas
Cell: 00971509483403

****People oppose things because they are ignorant of them****

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "islam.is.the.best" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to islamisthebest+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

{Kantakji Group}. Add '11660' Fwd: دليل بطاقات الوصف الوظيفي لوظائف التسويق والمبيعات

---------- Forwarded message ----------
From: editions@hrdiscussion.com <editions@hrdiscussion.com>
Date: 2013/2/5
Subject: دليل بطاقات الوصف الوظيفي لوظائف التسويق والمبيعات
To: kantakji@gmail.com


العضو/
kantakji

يتشرف فريق عمل المنتدى العربي لإدارة الموارد البشرية أن يقدم لكم الاصدار 4 لسنة 2013

----------------------------------------------------------
دليل بطاقات الوصف الوظيفي لوظائف التسويق والمبيعات
----------------------------------------------------------

توفر بطاقات الوصف الوظيفي المعلومات الوافية عن طبيعة الوظيفة والمهام والمسئوليات المنوطة بشاغليها. وهو ما يسهم بشكل كبير في ضمان إلمام الموظفين في وظيفة ما بالحد الأدنى المطلوب معرفته من المهام التي ينتظر منهم القيام بها. والمسئوليات التي تقع على كاهلهم. وهي بذلك تعتبر وثيقة هامة جدا لتوحيد المفاهيم حول طبيعة الاعمال التي يجب على الموظفين القيام بها وللرجوع اليها في حال ظهور اختلاف حول طبيعة مهام ومسئوليات احد الموظفين.
وتعد كذلك مرجعاً هاما للموظفين الجدد المنضمين حديثاُ الى العمل بالشركة . اذ أنه من الضروري تقديم نسخة من بطاقة الوصف الوظيفي لكل موظف جديد بحيث يتمكن من فهم طبيعة الدور المسند اليه.
وهي ايضا مرجعا هاما لمسئولي التوظيف اذ تحدد بطاقة الوصف السمات الواجب توافرها في شاغل الوظيفة والخبرات المهنية والقدرات البدنية والعقلية والمهارات وبالتالي تسهم في توحيد معايير اختيار وتعيين المرشحين للوظائف.
ولأهمية بطاقات الوصف في العمل الاداري اصدرنا هذا الاصدار الجديد بعنوان :
دليل بطاقات الوصف الوظيفي لوظائف التسويق والمبيعات

والدليل يحتوي على عدد من بطاقات الوصف الوظيفي للوظائف التالية :
1- مدير مبيعات 4 بطاقات
2- مسئول خدمة العملاء
3- مندوب مبيعات بطاقتان
4- منسق إدارة التسويق والمبيعات
5- مدير التسويق والمبيعات
6- مدير تسويق 4 بطاقات
7- مدير دعاية وإعلان وترويج
وجميع البطاقات المنشورة في هذا الدليل هي من مشاركات اعضاء المنتدى العربي لادارة الموارد البشرية. فنسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتهم جميعا.

لتنزيل الدليل والمساركة بالاراء والتعليقات
--------------------------------------------------
http://www.hrdiscussion.com/hr61395.html
--------------------------------------------------


وفقنا الله واياكم لما فيه الخير والرشاد،،،


مع تحيات،
فريق عمل المنتدى العربي لإدارة الموارد البشرية
www.hrdiscussion.com








==============================
لقد استقبلت هذه الرسالة كونك أحد أعضاء المنتدى العربي لإدارة الموارد البشرية، وقد قمت بالتسجيل في المنتدى بالبريد الالكتروني:
kantakji@gmail.com
ويمكنك التحكم في اشتراكك بالمنتدى عن طريق الرابط التالي:
http://www.hrdiscussion.com/usercp.php

--
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com
To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com
For more options, visit this group at
http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en
سياسة النشر في المجموعة:
ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على مستوى الأمة... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.
---
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.
 
 

{Kantakji Group}. Add '11659' Fwd: FW: ورقتان من الدكتور كلوفيس مقصود ومن صبحي غندور حول: ما هي هُويتنا وما هو دورنا

---------- Forwarded message ----------
From: Totonji Al Hajj <ahmadtotonji@yahoo.com>
Date: 2013/2/5
Subject: Fwd: FW: ورقتان من الدكتور كلوفيس مقصود ومن صبحي غندور حول: ما هي هُويتنا وما هو دورنا
To:


---------- Forwarded message ----------


أقام "المعهد العالمي للفكر الإسلامي" http://www.iiit.org/ و"مركز الحوار العربي" http://www.alhewar.com/
ندوة مشتركة في قاعة مقر المعهد بولاية فيرجينيا، يوم السبت 3/3/2012، حول موضوع: ما هي هُويتنا.. وما هو دورنا؟
وحضر الندوة مجموعة من المثقفين العرب في منطقة واشنطن، كما حضرها السفير الجديد لجامعة الدول العربية في الولايات المتحدة الدكتور محمد رجاء الحسيني الشريف.
وقد تضمنت الندوة تقديمات للموضوع من: الدكتور كلوفيس مقصود، الدكتور محمد فنيش، الدكتور داود خير الله، الدكتور محمد نمر، الدكتور أنور هدام وصبحي غندور. وأدار الندوة الدكتور ابوبكر الشنقيطي.
كما جرت مساهمات وآراء هامة من بعض الحاضرين للندوة وتعقيبات وملاحظات من الدكتور جمال البرزنجي/نائب رئيس "المعهد العالمي للفكر الإسلامي"، ومن السفير الدكتور الشريف.
وفيما يلي نص للورقتين المكتوبتين في الندوة وهما من الدكتور كلوفيس مقصود ومن صبحي غندور/مدير "مركز الحوار العربي":
ندوة: ما هي هويتنا.. ما هو دورنا
مقر "المعهد العالمي للفكر الإسلامي" – ولاية فيرجينيا
السبت 3/3/2012
د. كلوفيس مقصود*
العروبة هي الهوية الحيوية للعرب لكن لا توجد مرجعية توجهها وهذه هي الازمة او العقد المفقود ..
الجامعة العربية تؤكد شرعية الهوية العربية لذلك اجدني حريص عليها كل الحرص ليس لنجاعة ادائها وانما لما تمثله من امكانية.. وبالتالي تمثل الجامعة قانونية سيادة الدولة... لكن قانونية الدولة القطرية هي مرحلة انتقالية والسؤال هنا هل تتطابق الشرعية مع القانونية.. هل ذلك قابل للتنفيذ ؟"
قلت في كتابي "العروبة في زمن الضياع" ان هناك تفككا عربيا ومع ذلك فان العروبة في ادنى مراحلها توفر نوعا من المناعة الداخلية . فاذا انتهى هذا الحس فان المجتمعات ستتفكك تماما ..
بوادر متكاثرة تشير إلى مزيد من التفكيك وفقدان المناعة داخل الأمة العربية، وحتى التفتيت داخل الكثير من مجتمعاتها، ولا أريد أن أتصور أن الحالة الراهنة هي دلائل تشير إلى فقدان العرب أمتهم، هذا يشكل ضرراً كبيراً وكبيراً جداً للأجيال العربية القادمة. ليس هناك من ضوابط لهذا الفلتان في وحدة الأمة ووحدة الأوطان داخل مجتمعاتها، وقد يكون هذا مبرراً للتشاؤم، لكن المفروض أن لا نستقيل من العمل المبدع لاسترجاع مناعة المجتمعات العربية ومناعة احتمال قيام وحدة الأمة. قد لا يكون هذا محتملاً في القريب العاجل ولا في القريب المتوقع، ولكن لابد من التنويه بأنه إذا بقي التدهور والتآكل في الأوضاع فإن هذا يستدعي بشكل عاجل التقليص من احتمالات هذا التدهور، والعمل المضني لعودة الالتزام بوحدة الأمة.
المشكلة الاساسية هي بضرورة تحويل العروبة الى مواطنة بمعنى ان لا تشعر الاقلية بانها مهمشة ويجب ان نلغي ما يسمى بالاقليات ونكرس التساوي بالانتماء والحقوق في الدولة العربية مع الحفاظ على مساحة لتحافظ الاقليات على خصوصية تطلبها. ويمكن ان نراعي وجود ازدواجية اللغة وحفاظ هذه الاقليات على صيرورة لا تتناقض مع الهوية الام...
المهم هنا ان نقر بان هناك تنوع ثقافي وليس تعددية فالتعدد يخلق علاقات عامودية متكاذبة سرعان ما تستحيل الى نزاع في اي منعطف ...التنوع نحتفل به كخميرة ابداع ...اما التعددية فجعلت من الطوائف في الكثير من المناطق قطعان ويتحولون الى امتدادات لقوى خارجية ...
كل ذلك يستوجب إرجاع حقوق المواطنة، وهنا اقول ان العلمانية ليست فصل الدين عن الدولة وانما فصل الدولة عن المرجعية السياسية للمؤسسات الدينية. بالمفهوم القومي العربي فان الاسلام هو جزء من تراث كل العرب وتاريخهم ومكون اصيل لثقافتهم ... هذا ما يميز العلمانية العربية عن علمانية الغرب حيث كانت الكنيسة فى الأزمنة الغابرة هى المرجعية فجاءت حركات التحرير فى الدول الأوروبية لتدعو لفصل الدولة عن الكنيسة.
أن المواطنة من شأنها أن تؤكد المساواة فى الحقوق والتعددية والاعتزاز بالتنوع. ولعل تلقائية ما كان يحصل فى ميدان التحرير بالقاهرة خلال ثورة 25 يناير حيث كانت حماية المسلمين أثناء الصلاة مناطة بشباب الأقباط أيام الجمعة فى حين أن الشباب المسلم كان يحمى المصلين الأقباط، كان هذا يمثل نموذج مفهوم المواطنة الذى بدوره يلغى التمييز. فالمواطنة تجذر وحدة الوطن وتعزز التنوع. لذا ما حصل ويحصل فى بعض البلدان العربية من حوادث وصراعات طائفية ومذهبية واستهداف للمسيحيين، هو شطط يتنافى مع قيم الإسلام والحضارة الإسلامية التى تفترض من كل مواطن عربى أن يكون قيما عليها، وهذا لا يكون إلا بتأكيد المواطنة كأساس لهوية عربية واحدة.
ولعل توصيف الانتفاضات المتلاحقة بـ«الربيع العربى» كان بمثابة التوقع والتمنى أكثر مما كان كما يجب أن يكون موضوعيا وأكثر استيعابا لما تنطوى عليه من تعقيدات تفرزها طبائع الاستبداد في النظم. فقد كان ما حصل فى تونس ثم مصر ملهما استولد آمالا واعدة باستعادة الكرامة الوطنية المفتقدة وحقوق الإنسان المقموعة وحاجات المواطن التى هى إلى حد كبير مفقودة، وفى أحسن الظروف مهمشة. إلا أن النجاحات التى حصلت فى كل من تونس ومصر سرعت فى التماثل عند أقطار عديدة فى الأمة العربية. هذا بدوره برهن على ظاهرة إيجابية بأن ما كان ولايزال قائما على وحدة متأصلة بين الشعوب العربية، فيما كان النظام «الرسمى» العربى مصرا على استمرار هذه الوحدة معطلة تعزز «واقعية» ما يفرق، وبالتالى يمعن فى ترسيخ مفهوم يتسم بالتشويه إن لم يكن بالتزوير لمفهوم "السيادة"، كما يصمم على تأكيد التزام «الاستقلال» كحائل أمام التنسيق ناهيك عن أية خطوة باتجاه الوحدة حتى فى السياسات المصيرية والمواقف المرغوبة على مستوى القضايا المصيرية خاصة ما يتعلق بقضية مصير الشعب الفلسطينى التى من البديهى أن تبلور قومية الالتزام القادر على انتزاع الاحترام لصدقية واستقامة وجدية العمل لتمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره على الأقل فى ما وفرته الشرعية الدولية من حق للمقاومة فى سبيل إنجاز المطلوب والمرغوب.
مرة أخرى، فلنجعل من مفهوم المواطنة العمود الفقرى لحماية مناقبية القيم المشتركة، فالمواطنة هى النمط فى حين أن الطائفية والعنصرية هى الشطط الذى يجعل التقوقع مدخلا للفتنة وفى الوضع الراهن السند الرئيسى لظلاميات الثورة المضادة وبالتالى لمحاولة هدر ما أنجزته ثورتا تونس ومصر في مطلع العام الماضي.
*(كاتب وأستاذ جامعي وسفير سابق للجامعة العربية)
ندوة: "ما هي هويتنا"
مقر "المعهد العالمي للفكر الإسلامي" – ولاية فيرجينيا
السبت 3/3/2012
صبحي غندور*
الإجابة على سؤال: (ما هي هُويتنا) تحدد حتماً الإجابة السليمة على سؤال: (ما هو دورنا). فهي علاقة وطيدة بين سؤال: "من نحن" وسؤال: "ماذا نريد". لكن يبدو ان هذه التساؤلات فيها خصوصية عربية لا نجدها في أمم وشعوب أخرى كثيرة حسمت هذه الإجابات منذ فترة طويلة من الزمن. فمشكلتنا نحن العرب أو المهاجرين القادمين من أوطان عربية أننا نعاني لحوالي قرن من الزمن من صراعات بين هُويات مختلفة ومن عدم وضوح أو فهم لهذه الهويات المتعددة أصلاً.
وفي هذا الزمن الإنقسامي الذي تمرّ به المنطقة العربية، فإنّ مشاعر اليأس تزداد بين العرب وتصل ببعضهم إلى حدّ البراءة من إعلان انتمائهم العربي، وتحميل العروبة مسؤولية تردّي أوضاعهم.
إنّها مشكلة الخلط بين الانتماء والظروف، بين العروبة والأنظمة، بين الهويّة والممارسات.
إنّها مشكلة التعامل مع الانتماء القومي بمقدار ما ننظر إليه آنيّاً وليس بمقدار ما هو قائم موضوعياً.
وسواء رضي بعضنا بذلك أم لم يرضَه، فإنّ الانتماء للهوية العربية، ليس ثياباً نلبسها ونخلعها حين نشاء، بل هو جلد جسمنا الذي لا نستطيع تغييره مهما استخدمنا من عمليات جراحية وأدواتٍ مصطنعة. فتلك طبيعة قانون التطوّر الاجتماعي الإنساني الذي ينتقل بالناس من مراحل الأسر والعشائر والقبائل إلى مرحلة الأوطان والشعوب والأمم.
إنّ "الهوية العربية"، والانتماء لها، فخرٌ لنا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. فيكفينا فخراً أنّ أرضنا العربية كانت أرض كلّ الرسالات السماوية، وأنّ الله عزَّ وجلَّ كرّمها بأنّ بعث رسله كلّهم منها وعليها، وكانت هذه الأرض الطيّبة منطقة ومنطلق الهداية الإلهيّة للناس أجمعين وفي كلّ مكان.
***
وقبل الدخول في صلب الموضوع أشير إلى أن مسألة الهوية في اعتقادي لا ترتبط فقط بالجغرافيا بل بالتاريخ وبالمستقبل وبالحاضر السياسي والثقافي والإجتماعي. كذلك فان الهويات المتعددة للإنسان الفرد أو الجماعة هي ليست كأشكال الخطوط المستقيمة التي تتوازى مع بعضها فلا تتفاعل أو تتلاقى أو التي تفرض الأختيار فيما بينها، بل هذه الهويات المتعددة هي كرسوم الدوائر التي يُحيط أكبرها بأصغرها والتي فيها (أي الدائرة) "نقطة مركزية" هي الإنسان الفرد أو الجماعة البشرية. هكذا هو كل إنسان حيث مجموعة من الدوائر تُحيط به من لحظة الولادة فيبدأ باكتشافها والتفاعل معها خلال مراحل نموه وتطوره: من خصوصية الأم إلى عمومية البشرية جمعاء.
ولعل أيضاً الخصوصية العربية في مشكلة تحديد الهوية نابعة من هذا الإنفصام الحاصل بين وجود ثقافة عربية واحدة ومن عدم وجود دولة عربية واحدة. فشعوب العالم يشترك بعضها في حضارات لكن هناك خصوصيات ثقافية لكل شعب حتى لو اشترك مع شعوب أخرى في حضارة واحدة.
إنّ معظم شعوب العالم اليوم تكونت دوله على أساس خصوصية ثقافية بينما الثقافة العربية لا يُعبّر عنها بعد في دولة واحدة. ونجد الآن في داخل الجسم العربي من يُطالب بدول لثقافات أثنية (كحالة الأكراد والأمازيغيين) بينما الثقافة العربية الأم نفسها لا تتمتع بحالة "الدولة الواحدة". فالموجود الآن من الدول العربية هو أوطان لا تقوم على أساس ثقافات خاصة بها بل هي محددة جغرافياً وسياسياً بفعل ترتيبات وظروف مطلع القرن العشرين التي أوجدت الحالة الراهنة من الدول العربية إضافة طبعاً إلى إيجاد دولة إسرائيل في قلب المنطقة العربية.
لقد ترافق تحوّل الأمم إلى دول -أو القوميات إلى حكوماتٍ خاصة- مع سقوط الامبراطوريات، بحكم التضارب أصلا بين وجود إمبراطوريةٍ تضمّ أكثر من أمَّة، وبين الدعوات إلى استقلال الأمم وبناء الكيان/الدولة لها. (مثال قوميات الاتحاد السوفييتي التي تحرّرت الآن من الهيمنة الروسية، ومثلما حدث في أوروبا بالقرن التاسع عشر، ثم تفكك الأمبراطورية البريطانية في القرن العشرين).
لكنَّ الملفت للانتباه على الصعيد العربي (منذ عهد الخلفاء الراشدين إلى نهاية العهد العثماني) هو توالي أشكالٍ من حكم العرب وغير العرب على أساسٍ غير قوميٍّ أصلا وغير محدَّدٍ بشعبٍ معيَّن أو بأرضٍ معيَّنة (وهذا شكل من أشكال الإمبراطورية التي تضمّ أكثر من شعبٍ وقومية).
وفي مرحلة القرن العشرين -التي ورثت فيها الإمبراطوريتان (البريطانية والفرنسية) الإمبراطورية العثمانية- انتقل العرب من حال حرّية الحركة على أرضٍ واحدة (دون كيانٍ سياسيٍّ عربيٍّ واحد طبعاً، والتي كانت قائمة في ظل دول "الخلافة") إلى حالٍ من القيود والحواجز على أرض العرب المشتركة، كمحصلة لإتفاقيات "سايكس – بيكو"، في ظلِّ محاولاتٍ لصنع ثقافاتٍ خاصَّة مجتزأة شجَّعت عليها بقوّةٍ السلطات البريطانية والفرنسية التي كانت تهيمن آنذاك على معظم البلاد العربيَّة .
ثم ورثت الولايات المتحدة الأميركية دور بريطانيا وفرنسا في المحافظة على الواقع العربي المجزَّأ، مع دعمٍ كبيرٍ ومفتوح لوجود إسرائيل كنواةٍ لبناء قوميةٍ جديدة (غير عربيَّة على الأرض العربيَّة) وبطابعٍ عنصريٍّ يهوديٍّ وتوسعيّ!.
خلاصات:
1- إنّ "الهوية العربيَّة" كانت موجودة كلغةٍ وثقافة قبل وجود الإسلام، لكنَّها كانت محصورة بالقبائل العربيَّة وبمواقع جغرافية محدّدة في الجزيرة العربية .. بينما "الهوية العربية الحضارية" الآن، والتي أستحسن تسميتها ب"العروبة" كَهويَّة انتماءٍ ثقافي غير عنصري وغير قبلي- بدأت مع ظهور الإسلام، ومع ارتباط اللغة العربيَّة بالقرآن الكريم، وبنشر الدعوة بواسطة روَّادٍ عرب..
فالعروبة هي إضافة حضارية مميَّزة أوجدها الإسلام على العربيَّة كلغة نتيجة ارتباط الإسلام بالوعاء الثقافي العربي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.
وهكذا أصبحت العروبة الحضارية هي الثقافة العربيَّة ذات المضمون الحضاري الذي جاء به الإسلام، وبالتَّالي خرجت الثقافة العربيَّة من دائرة العنصر القبلي، ومن حدود الجغرافية الصغيرة، إلى دائرةٍ تتَّسع في تعريفها ل"العربي" ليشمل كلّ من يندمج في الثقافة العربيَّة بغضِّ النَّظر عن أصوله العرقية أو الأثنية أو القبلية أو الدينية.
2- العرب هم أمَّة واحدة في الإطار الثقافي وفي الإطار الحضاري وفي المقاييس التاريخية والجغرافية (اشتراك في عناصر اللغة والثقافة والتاريخ والأرض)، لكنَّهم لم يجتمعوا تاريخياً في إطارٍ سياسيٍّ واحد على أساس العروبة فقط. فالهوية العربية كانت موجودة ك"ثقافةٍ خاصَّة" قبل الإسلام، ثم كحضارةٍ من خلاله وبعده، لكنها لم تتجسَّد بعدُ سياسياً كأمَّةٍ واحدة، في إطار كيانٍ سياسيٍّ واحد، وعلى أساس مرجعية العروبة كانتماء. إنَّ الأرض العربيَّة كانت تحت سلطةٍ واحدة في مراحل عديدة من التاريخ، لكن على أساس مرجعيةٍ دينيةٍ إسلامية (الخلافة) لا على أساسٍ قوميٍّ عربيّ.
إنَّ العروبة هي حالة انتماءٍ إلى مضمونٍ حضاريٍّ إسلاميٍّ مميَّز بعلاقته مع اللغة العربيَّة، وتقوم على قاعدة الثقافة العربيَّة. إلا أنَّ العروبة، رغم توفِّر عناصر تكوين الأمَّة فيها، فهي لم تصل بعد إلى حالة الانتماء إلى كيانٍ سياسيٍّ موحَّد، ولم يحصل ذلك تاريخياً من قبل على أساس مرجعية العروبة فقط.
طبعاً، فإنّ الوصول إلى مشروع الكيان العربي الواحد أو الاتحادي يتوجَّب إتباع الأساليب المرحليَّة المتعدِّدة شرط قيامها جميعاً على أساسٍ ديمقراطيٍّ في الداخل، وسلميٍّ حواريٍّ في العلاقة مع الطرف العربي الآخر.
أيضاً، من المهمِّ معالجة مشكلة "الهوية العربية" مع الرافضين لها على أساس خصوصيات أثنية أو دينية أو اقليمية بحكم تجارب سلبية حصلت باسم "القومية العربية".
من هنا أهمية التوافق على مسألتين:
الأولى: حسم مسألة الانتماء إلى أمَّةٍ عربيَّةٍ واحدة من حيث عناصر تكوين الأمَّة (لغة- ثقافة- تاريخ - أرض مشترَكة)، وحسم مسألة البُعد الحضاري الإسلامي الخاصّ في العروبة والمميِّز لها عن باقي القوميات في العالم..
الثانية: ضرورة المرونة في كيفيَّة الوصول إلى تعبيرٍ دستوريٍّ سياسي عن وحدة الأمَّة. وفي عالمنا المعاصر نماذج لذلك:
- التجربة الأميركية (دستور اتحادي/فيدرالية بين خمسين ولاية).
- التجربة الأوروبية (تكامل تدريجي/من الكونفدرالية إلى الفيدرالية بين أممٍ ودولٍ مختلفة).
لكن يبقى الأساس في أيَّة وسيلةٍ تستهدف الوصول إلى دولة "الولايات العربية المتحدة" أو إلى "الإتحاد العربي"، هو:
1- الدعوة السلمية ورفض الابتلاع أو السيطرة أو الهيمنة من وطنٍ عربيٍّ على آخر..
2- تحرر الأوطان من الهيمنة الأجنبية وإقامة نظام الحكم الديمقراطي في كل منها قبل المباشرة بعملية الوحدة أو الإتحاد. فالتَّحرر الوطني والديمقراطية معاً هما المدخل السليم لوسائل تحقيق الوحدة أو أيّ شكلٍ اتحاديٍّ عربيّ.
***
إنّ تطوير العلاقات العربية/العربية باتجاهٍ أفضل ممّا هي عليه صيغة "الجامعة العربية"، أصبح يتطلّب تطويراً لصيغة أنظمة الحكم في الداخل، وإعادة الاعتبار من جديد لمفهوم العروبة على المستوى العربي الشامل. فتحقيق أوضاع دستورية سليمة في كلّ بلد عربي هو الآن المدخل الصحيح لبناء علاقات عربية أفضل، وهو الضمان كذلك لاستمراريّة أي صيغ تعاونٍ عربيٍّ مشترك. لكن المشكلة الآن ليست في غياب الحياة الديمقراطية السليمة فقط، بل أيضاً في ضعف الهُويّة العربية المشتركة وطغيان التسميات الطائفية والمذهبية والأثنية على المجتمعات العربية. وفي هذا الأمر تكمن مخاطر الانفجار الداخلي في كلّ بلد عربي، وبذا تصبح العروبة لا مجرّد حلٍّ فقط لأزمة العلاقات بين البلدان العربية، بل أيضاً سياجاً ثقافياً واجتماعياً لحماية الوحدات الوطنية في كلّ بلد عربي.
إنّ العروبة الثقافية الجامعة بين كلّ العرب هي حجر الزاوية في البناء المنشود لمستقبلٍ أفضل داخل البلدان العربية، وبين بعضها البعض.
وحينما تضعف الهُويّة العربية فإنّ بدائلها ليست هُويّات وطنية موحّدة للشعوب، بل انقسامات حادّة تولد حروباً أهلية من شأنها أن تأكل الأخضر واليابس معاً.
إنّ الشعوب تنتقل خلال مراحل تطوّرها من الأسرة إلى العشيرة ثمّ إلى القبيلة ثمّ إلى الوطن والأمم، فلِمَ نريد أن نعيد دورة الزمن إلى الوراء؟ بل ماذا فعلنا حتى تبقى أوطاننا واحدة تتطوّر وتتقدّم وتتكامل بدلاً من دفعها للعودة إلى حروب القبائل والطوائف؟!
ولأنّ الشعوب هي مجموعة أفراد، ولأنّ الوطن هو مجموعة مواطنين، فإنّ المستقبل العربي يتوقّف على مجهود كلّ فرد فيه، ويتحمّل كلّ مواطن عربي في كلّ مكان مسؤولية وأمانة رسم آفاق هذا المستقبل، وتصحيح خلل المعادلة ما بين الموقع الإيجابي للأمّة العربية تاريخياً وجغرافياً وحضارياً، وبين الواقع السلبي الآن للأوطان والشعوب معاً..
إنّ التنوع والتعدّد بمختلف أشكالهما، ومنها الاختلاف في الخلق والأجناس واللغات والطوائف، هي سنّة الخالق الحتمية على هذه الأرض، والطبيعة تؤكّد تلك الحقيقة في كلِّ زمانٍ ومكان. لكن ما هو خيار بشري ومشيئة إنسانية هو كيفيّة التعامل مع هذا "التنوع والتعدّد"، ومن ثمّ اعتماد ضوابط لأساليب التغيير التي تحدث في المجتمعات القائمة على "التعددية الدينية والأثنية".
فليس المطلوب عربياً، وهو غير ممكن أصلاً، أن تتوقّف كل مظاهر الانقسام في المجتمع. فهذه دعوة للجمود ولمناقضة طبيعة الحياة وسنّتها التي تقوم على التحوّل والتغيير باستمرار، وعلى التصارع بين ماضٍ وحاضر ومستقبل. لكن المؤمّل به هو أن تأخذ الصراعات السياسية والاجتماعية أولويّة الاهتمام والتفكير والعمل بدلاً من الصراعات الأخرى التي تجعل الفقراء مثلاً يحاربون بعضهم البعض فقط لمجرّد توزّعهم على انتماءات إثنية أو طائفية أو قبلية مختلفة.
فحينما ينتفض شعبٌ ما في أيِّ بلد من أجل المطالبة بالعدالة السياسية والاجتماعية، تصبح حركته قوة تغيير نحو مستقبل أفضل، بينما العكس يحدث إذا تحرّكت الجماعات البشرية على أساس منطلقات إثنية أو طائفية، حيث أنّ الحروب الأهلية ودمار الأوطان هي النتاج الطبيعي لمثل هذا التحرّك.
إنّ المجتمعات الديمقراطية المعاصرة قد توصّلت إلى خلاصات مهمّة يمكن الأخذ بها في أيّ مكان. وأبرز هذه الخلاصات هي التقنين الدستوري السليم لتركيبة المجتمع ممّا يصون حقوق "الأكثرية" والأقلّيات معاً، رغم مبدأ خضوع الجميع لما تختاره أكثرية الناخبين حينما تكون هناك انتخابات عامَّة في البلاد.
وأيضاً لا بدّ في هذه المجتمعات من توافر الحدّ الأدنى من ضمانات الأمن والغذاء، وبعض الضمانات الاجتماعية والصحية، ممّا يكفل التعامل مع مشكلتيْ "الخوف" و"الجوع"، فلا تكون "تذكرة الانتخاب" أسيرة ل"لقمة العيش"، ولا يخشى المواطن من الإدلاء برأيه أو المشاركة بصوته الانتخابي كما يملي عليه ضميره لا كما يرغب من يتحكّم بلقمة عيشه أو من يرهبه في أمنه وسلامته.
هذه أسس هامّة لبناء المجتمعات الحديثة ولتوفير المناخ المناسب لوحدة الأوطان ولتقدّمها السياسي والاجتماعي ولمنع الاهتراء في أنظمتها وقوانينها، كما هي عامل مهم أيضاً في منع تحوّل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية إلى براكين نار تحرق نفسها ومن حولها.
إذن، من غير توفّر مقومات نظام سياسي ديمقراطي، فإنّ أيَّ ضغط عنفي لتغييرٍ ما في المجتمع قد يتحوّل إلى أداة تفجير اجتماعي وأمني يصعب التحكّم بنتائجه.
كذلك، فإنّ عدم الالتزام بأساليب التغيير الديمقراطية يعني تحويراً للانقسامات السلمية نحو مسارات عنيفة. فالانقسامات السلمية الصحية في المجتمعات تحتاج لضمانات التغيير الديمقراطي اللاعنفي من قبل الحاكمين والمعارضين معاً.
وقد يساعد، في تعميق هذه الخلاصات، فرز مهم لا يحدث عادة لدى المنشغلين في هموم تغيير المجتمعات. فبمقدور المجتمعات العربية أن تحقّق خطوات إيجابية أوسع لو وضعت باعتبارها لائحة "التمييز المطلوب" هذه:
أولاً: التمييز المطلوب في العمل السياسي ما بين تغيير الحكومات وبين مخاطر تفكيك الكيانات الوطنية. فالخلط بين النظام الحاكم والكيان الوطني الواحد هو خطر على الوطن كلّه. لذلك التمييز ضروري بين تغيير أشخاص وسلطات وقوانين وبين تهديم أسس الكيان الوطني والمؤسسات العامة في الدولة.
ثانياً: التمييز ضروري بين رفض أسلوب العنف المسلّح من أجل التغيير، وبين حقّ المقاومة المشروعة من أجل التحرير حينما تكون هناك أجزاء من الوطن خاضعة للاحتلال.
أيضاً، التمييز مطلوب بين أسلوب المقاومة المشروع ضدّ جيش الاحتلال على الأرض المحتلّة، وبين أساليب العنف الإرهابية التي تستهدف الأبرياء والمدنيين، تحت حجج وذرائع لا تقرّها أبداً شريعة دينية أو معتقد سياسي.
ثالثاً: التمييز بين الطائفة أو المذهب، وبين الطائفية والمذهبية. فالحالة الأولى هي ظاهرة طبيعية إنسانية موجودة في أكثر من مجتمع يقوم على التعدّدية. أمّا الحالة الثانية، فهي ظاهرة مرَضيَة تؤدّي إلى تفكّك المجتمع وضعفه وانقسامه.
رابعاً: التمييز بين الاعتزاز بالوطنية المحليّة، وبين الانعزاليّة الإقليمية التي لا تحقّق أمناً ولا تصنع وطناً قادراً على العيش في عصر العولمة.
وكما التمييز مطلوبٌ بين الحرص على الولاء الوطني وبين التقوقع الإقليمي، فإنّ من المهم أيضاً التمييز بين الانفتاح على الخارج وبين التبعيّة له.
خامساً: التمييز بين الانتماء القدَري للعروبة، وبين الحركات القومية السياسية. فالعروبة هي انتماء ثقافيّ مشترك بين العرب كلّهم، وهي هويّة حضارية لكلّ أبنائها، في حين أنّ الحركات القومية هي حركات سياسية لها مضامين فكرية وعقائدية (ربّما متصارعة أحياناً فيما بينها)، تماماً كما هو أيضاً حال الحركات السياسية الدينية، وضرورة التمييز بين اجتهاداتها الفكرية وبين الدين نفسه.
سادساً: التمييز ما بين قدسية الكتب والرسالات السماوية، وبين إنسانية الفقهاء ورجال الدين والحركات السياسية التي تحمل أسماءً دينية. فلا يجوز تكفير الآخرين لمجرّد اختلافهم مع رأي فقيه أو عالم ديني أو حركة سياسية دينية.
سابعاً: التمييز بين الدين والدولة (وليس فصل الدين عن المجتمع)، وتحديد المرجعية في التشريع الدنيوي القانوني للمؤسسات الشعبية المنتخَبة. فالتمييز ضروري بين أهمّية دور الدين في المجتمع وبين عدم زجّه في مهام الدولة وسلطاتها.
أخيراً، فإنّ التمييز مطلوبٌ بين قدرتنا كعرب على تصحيح انقساماتنا الجغرافية من أجل حاضرنا ومستقبلنا، وبين انقساماتنا التاريخية في الماضي التي ما زلنا نحملها معنا جيلاً بعد جيل، ولا قدرة لنا على تغييرها أصلاً!
دورٌ منشود للمهاجرين العرب
ما أحوج الأمَّة العربية اليوم إلى "عمل نهضوي عربي شامل" يشترك فيه مجموعة من أبنائها المقيمين في بلاد العرب مع المنتشرين منهم في بقاع العالم، ليشكّلوا معاً روّاد النهضة وطلائع الإصلاح المتوجّب لأوطانهم وأمَّتهم.
إنَّ مأساة الأمَّة تكبر يوماً بعد يوم، ليس بسبب ما يحدث فيها وعلى أرضها فقط، بل نتيجة ما يخرج منها من كفاءات وأموال وأدمغة...
إنَّ التكامل الحاصل بين الولايات الخمسين الأميركية، يجعل صاحب الكفاءة أو رجل الأعمال الأميركي يهاجر من ولايةٍ ما، إذا ما اضطربت اجتماعياً أو أمنياً أو اقتصادياً، إلى ولايةٍ أميركية أخرى.. كذلك الحال الآن بين دول الاتحاد الأوروبي. فهي أمم تحتفظ بأدمغتها وأموالها وبشبابها وخبراتها، فلا تنضب ولا تُهاجر ثرواتها المادية والبشرية!
لقد توفَّرت للمهاجرين العرب إلى الغرب، فرصة العيش المشترك فيما بينهم بغضِّ النظر عن خصوصياتهم الوطنية، وبالتالي توفَّر إمكان بناء النموذج المطلوب لحالة التفاعل العربي في أكثر من مجال. أيضاً أتاحت لهم الإقامة في الغرب فرص الاحتكاك مع تجارب ديمقراطية متعدّدة من الممكن الاستفادة منها عربياً في الإطارين الفردي والمجتمعي. لذلك فإنّ للمهاجرين العرب خصوصية مميّزة في عملية الإصلاح العربي المنشود.
لكن للأسف، فإنّ معظم المهاجرين العرب يعيشون الآن محنة ارتجاج وضعف في هويّتهم العربية وفي هُويّة بلد الهجرة نفسه. فالمهاجرون العرب، أينما وُجِدوا، ينتمون عملياً إلى هويتين: هويّة أوطانهم العربية الأصلية ثمّ هويّة الوطن الجديد الذي هاجروا إليه. وقد تفاعلت في السنوات الأخيرة، خاصّة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، جملة تطوّرات انعكست سلبياً على الهويتين معاً. وقد عانى الكثير من العرب في الغرب من هذا الشعور السلبي حيالهم وحيال كل ما يمتّ بصلة إلى العرب والعروبة والإسلام.
الأخطر من ذلك عند المهاجرين العرب، هو التشكّك الذاتي الحاصل لدى بعضهم في هويّته الأصلية العربية، ومحاولة الاستعاضة عنها بهويّات فئوية بعضها ذو طابع طائفي ومذهبي، وبعضها الآخر إثني أو مناطقي أو في أحسن الحالات إقليمي. وربّما يرجع سبب ما يحدث من تراجع وضعف في مسألة "الهويّة العربية" إلى طغيان الانقسامات وسمات مجتمع "الجاهلية" على معظم المنطقة العربية، وانعكاس هذا الأمر على أبنائها في الداخل وفي الخارج.
إنّ الدور المنشود عربياً من المهاجرين العرب يُحتّم عليهم أولاً تحسين وإصلاح ما هم عليه الآن من خلل في مسالة الهوية ومن سلبية تجاه مؤسسات العمل العربي المشترك في الغرب.
ولا أعلم لِمَ لا يستفيد المهاجرون العرب من تجارب سابقة في الهجرة العربية للغرب، كان في مقدّمتها في مطلع القرن العشرين تجربة الأدباء العرب ذوي الأصول اللبنانية، الذين أستوطنوا في معظمهم بمدينة نيويورك الأميركية وشكّلوا فيما بينهم "الرابطة القلمية" بمبادرة من الكاتب والمفكر جبران خليل جبران، حيث كانت هذه "الرابطة" نموذجاً لما نحتاجه اليوم في دول المهجر من منتديات وروابط وجمعيات تقوم على أساس المشترك من الهُوية الثقافية والاهتمامات والعمل، لا على الأصول الوطنية والطائفية والمناطقية. فعلى الرغم من أنّ كل هولاء الأدباء الذين جمعتهم "الرابطة القلمية" كانوا من أصول لبنانية ودينية مسيحية فإن "رابطتهم" كانت الأدب العربي، فلم يجتمعوا أو يعملوا في أطر فئوية، ولم يُطلقوا على أنفسهم أسم "الرابطة اللبنانية" أو "الرابطة المسيحية". فكان "قلمهم" من أجل نهضة أوطانهم ووحدة شعوبهم ومن أجل الإنسان عموماً بغضَّ النظر عن العنصر والدين. كذلك فعل أدباء المهجر آنذاك في أميركا الجنوبية حيث أسسوا "الرابطة الأندلسية" التي برزت فيها أسماء رشيد سليم الخوري وفوزي المعلوف وآخرون.
وفي فترة زمنية متقاربة مع فترة تأسيس "الرابطة القلمية" في نيويورك، حدثت تجربة الإصلاحي الإسلامي الشيخ محمد عبده من خلال تأسيس مجلة "العروة الوثقى" في باريس. وكما حرص الشيخ محمد عبده على توظيف منبره (العروة الوثقى) لإصلاحيين ومفكريين آخرين، كان في مقدّمتهم الشيخ جمال الدين الأفغاني، كذلك كانت "الرابطة القلمية" التي أسّسها جبران منبراً لعدد مهم من المفكرين والأدباء كميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي. فهذا النموذج من المهاجرين العرب أدرك واجبه ومسؤوليته في إصلاح المجتمع الذي هاجر منه، وفي المساهمة الفكرية والعملية بتقديم المشروع النهضوي المطلوب، وفي جعل بلد المهجر مصنعاً لخميرة إيجابية جيّدة وجديدة، لا مرآةً تعكس سلبيات الأوطان التي هاجروا منها. ولم يجد هؤلاء في "الآخر" منهم منافساً بل مكمّلاً لعطائهم. تعلّموا الكثير من بلدان الغرب لكن لم يفقدوا هُويّتهم ولا نسوا أوطانهم. حافظوا على لغتهم وثقافتهم في بلاد المهجر لكن كانوا فاعلين إيجابيين أيضاً في مجتمعاتهم الجديدة. كان همّهم الأول في "الشرق" وإن كان تواجدهم في "الغرب". استفادوا من حسنات المكان لكي يساهموا في تغيير سيّئات زمن أوطانهم.
* مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن
تتأكد أهمية تجربة "مركز الحوار العربي" وفوائدها العديدة من خلال تشجيع أسلوب الحوار بين العرب من جهة وبين العرب والمجتمع الأميركي من جهة أخرى، وذلك عبر أنشطة (باللغتين العربية والإنجليزية) ومطبوعات ونشرات إلكترونية على الإنترنت، إضافة إلى ندوات أسبوعية بلغ عددها أكثر من 850 ندوة حتى الآن (منذ تأسيس المركز في العام 1994)، شملت ميادين الفكر والثقافة والسياسة والاقتصاد والعلاقات العربية الأميركية.
لمزيد من المعلومات عن "مركز الحوار العربي" في واشنطن:
AL-HEWAR CENTER
Mailing Address: P.O. Box 2104, Vienna, Virginia 22180 – U.S.A.
Telephone: (703) 281-6277
Al-Hewar Center
The Center for Arab Culture and Dialogue
Founded in 1994
مركز الحوار العربي
تأسس في العام 1994
MAILING ADDRESS: P.O. Box 2104, Vienna, Virginia 22180 - U.S.A.
Telephone: (703) 281-6277
E-mail: alhewar@alhewar.com
****
لمزيد من المعلومات عن مركز الحوار
For more information:
-------------------------------------------------
ندعوكم للمساهمة في الحملة الهادفة إلى التشجيع على الاشتراك بالمركز وعلى تقديم الدعم لهذه التجربة العربية الفريدة.
يمكنكم الإشتراك في الحوار ودعم المركز من خلال تعبئة هذه القسيمة على موقع الحوارعلى الانترنت
Click Here for Arabic Coupon
كما يمكنكم الان الاشتراك بالحوار من خلال بطاقات الائتمان وذلك عبر الموقع التالي:
Now you can pay for your subscription to Al-Hewar Center with a credit card (using PayPal):
http://www.alhewar.com/support.html

__________________________________________________________________
Questions and comments may be sent to alhewar@alhewar.com
If you wish to be removed from our mailing list, please reply to this e-mail and type "Remove" in the subject box


--
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com
To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com
For more options, visit this group at
http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en
سياسة النشر في المجموعة:
ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على مستوى الأمة... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.
---
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.