Monday 15 August 2011

{Kantakji Group}. Add '10041' دقيقة نقاش الأسبوعية - شر البلية ما يضحك

جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :

إعداد د.محمد وائل سعيد حبش

دكتوراه في الأسواق المالية

دقيقــة نقاش :

شـــر البلية ما يضحك :


انتابني و أنا أنظر بشكل يومي إلى مؤشر دمشق للأوراق المالية نوبة من الضحك الهزلي فلا يمكن أن يستمر نزول مؤشر السوق بشكل يومي ونحن نضرب كفاً بكف مستسلمين بأن السوق ينخفض لأن طلبات البيع تفوق طلبات الشراء وأن دور السوق و هيئة الأوراق المالية بتوعية المستثمر التي نقولها بصراحة أنهم لم ينجحوا لا بتوعية مستثمر ولا بتبرير هبوط السوق وازدادت ضحكاتي عندما أثرت أزمة سندات الدين العامة الأمريكية و تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية موجة من الانخفاضات الحادة في الأسواق المالية العالمية بدءاً من 2 بالمئة و حتى 10% فقد شعرت أن الهيئات الرسمية وجدت العزاء بهذه الانخفاضات على مبدأ (مو بس عنا ) متناسية أن ما هو خبر عاجل في الأسواق الدولية هي أخبار يومية في سوق دمشق المالي .


وإن سلمنا بالأسباب الموضوعية لهبوط السوق من اكتتابات رؤوس أموال البنوك و القلق على استقرار الليرة السورية و تسييل المحافظ لانخفاض حجم السيولة في الاقتصاد السوري ولكن ماذا عن الأدوات المالية التي تملكها الهيئة والسوق التي لا يتم اتخاذها إلا بعد مخاض عسير ولا يتم الدوس على الفرامل إلا بعد الاصطدام وعندئذ نتبجح بأن الفرامل لم تفيد في تفادي الحادث ؟!!

كبار المتداولين لا يتجاوز أعدادهم الخمسون متداولاً لا نعرف مارأيهم ولا توجهاتهم أو اتجاهاتهم في السوق فباعتقادي أن هؤلاء يملكون من القوة في تغيير اتجاه السوق أكثر مما تملكه السوق والهيئة بقراراتها وبمسؤولياتها وواجباتها وإن إهمالهم وعدم استدعائهم لتوحيد وجهات نظرهم سيدفع جهات غير رسمية لمحاولة عقد هذه الاجتماعات دون أن يلقوا بالاً لشرعية السوق والهيئة .

كما ونرى الأسعار السوقية للشركات المدرجة  تنخفض وتنخفض تعتمد بحجوم تداول أقل مايقال عنها بالتافهة على تعديل إعتماد الحد الأدنى الذي تمتلك إدارة السوق تغيير حدود فمن الممكن أن يتم تداول سعر السهم بالحد الأدنى والحد الأعلى المعمول به الآن على أن يتم رفع الحد الأدنى لتغيير السعر المرجعي إلى ألفي سهم قبل التجزئة وهذا مما لن يؤثر على حجم التداول وبالوقت نفسه سيحافظ على المستوى السعري أو يتباطأ انخفاض المستوى السعري بشكل تخامدي بدلاً من سيناريو كرة الثلج الذي نرقبه يومياً في السوق .

أما ما يجعل المستثمر في حالة سخرية كاملة هو انتظار الفرج و الذي تم إعلانه فقط اليوم عن الدراسات العميقة البحثية الجدية فيما يتعلق بخفض عدد جلسات التداول أو عدد ساعات التداول و أخشى أن  يؤخذ شهر رمضان الكريم حجة عن سبب تأخر إصدار هذه القرارات باعتبار أهل الدراسة والاختصاص في حال انقطاع كامل إلى العبادة أو في اعتماد كامل على استخارة رمضانية تعطي لأهل الدرس الدلالات عن عدد الجلسات التي ستلغى أو عدد ساعات التداول اليومي !


سوق دمشق للأوراق المالي " وجد ليبقى " عبارة خرجت من أنوفنا و زاغت بها  أبصارنا عندما نرى أسعار السوق في حال تراجع يومي و لا نسمع غير الاسطوانة نفسها أن الأسعار مغرية للشراء تطبيقاً لمثل أن الجمل بقرش وما في قرش و أريد في الحقيقة أن أتوجه بأسئلة شغلتني كثيراً في الآونة الأخيرة عن تصريحات و شعارات و ما إلى ذلك من التصريحات التي خرجت من عقل الجمهور والمتابعين وأول هذه الأسئلة ما هي الإجراءات و الآليات التي تم تطبيقها لحماية صغار المستثمرين في هذا السوق ؟ وما هي الشركات التي تم تحويلها إلى مساهمة عامة باعتبار أن السوق افتتح لتعبئة المدخرات الوطنية ؟ و ماهي نسبة عدد المساهمين على عدد أسهم الشركات المساهمة المدرجة في السوق لنعرف حجم القاعدة الشعبية لهذا السوق ؟ والسؤال الأهم ألا تدرك إدارة السوق أنها في مرحلة اختبار مع جمهور المستثمرين للحيازة على ثقتهم فما تبنيه من ثقة في سنين يذهب بأيام فما بالك من ثقة مهتزة من البداية و من ثم تأكيد المراهنات على الثقة المتشككة بإجراءات متباطئة وتصريحات طنانة لا تسمن ولا تغني من الجوع و قرارات في الآونة الأخيرة أتت تحت ضغط شعبي من جمهور المستثمرين .


تقاذف بالاتهامات و إصدار للأعذار التي عهدنا دائماً كثيرة بحجم المصيبة و الخيبة ولكن العبرة بالخواتيم و قد تمنيت أن تختتم قصة مؤشر السوق بالعودة إلى صفحة البداية فعلى الأقل نعتذر بأننا عدنا من حيث بدأنا وسنعاود المحاولة والكرة أما أن نعود بآلة الزمن إلى ما قبل بداية تاريخ هذا السوق فلا أظن أننا سنبقى نلقي كل الحوادث على المستثمر فإذا ارتفع السوق كثيراً فالمستثمر هو السبب وإذا انخفض السوق كثيراً فالمستثمر هو السبب فهو الوحيد الذي يتمتع بعدم الوعي والعقلانية وكل ما يدور حول السوق عقلاني من وجهة النظر الرسمية لكن نسينا أن مهمة التوعية بالسوق وبالشركات المساهمة كانت فاشلة منذ افتتاح السوق وحتى هذه اللحظة فثقافة وعلم التسويق لدينا محصور في الكتب والكراسات و إعلامنا فاشل بامتياز بإظهار محاسن الذهب فما بالك بتلميع ما هو (فالصو) .

No comments:

Post a Comment