Monday 19 December 2011

{Kantakji Group}. Add '10579' دقيقة نقاش الأسبوعية -الاتجاه الحيادي

 

جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :

إعداد د.محمد وائل سعيد حبش

دكتوراه في الأسواق المالية

دقيقــة نقاش :

الاتجاه الحيادي :

إن أبسط الأمور و أعقدها بالوقت نفسه هي التي يتعرض له التحليل الاقتصادي وهي الموضوعية في الطرح و الحيادية في التحليل فقد عانت الأسواق المالية العالمية المتقدمة منها و الناشئة بقضية حيادية المعلومة و تحليلها إذ كان  المستثمر يقع فريسة المحللين الاقتصاديين الماليين التابعين لشركة استشارية مالية خاصة أو لقناة تلفزيونية مالية أو محللين متعاقدين مع شركات سمسرة مالية تهتم بالترويج و التسويق للسوق بالشكل الذي يرفع الإيرادات و العمولات للشركات على حساب المستثمر .

و للتوضيح أكثر فإن هذه الزاوية ستبقى حيادية و موضوعية مع كل دعوات الترهيب و الترغيب بين الحين و الآخر لمن لا يروق له الكلام أو التحليل أو لا ينسجم مع الطموحات المهنية لبعض الموظفين أو الاستثمارات المالية لبعض الشركات فغالباً الحقيقة لا تعجب الكثيرين لأنها صعبة الهضم و أحياناً صعبة التصديق و بالرغم من ذلك فهذا لا يعني أن نحجب الحقيقة لأن أهم المبادىء و القواعد التي قامت عليها السوق المالي هي الشفافية في المعلومة و نقل المعلومة و تحليلها فإذا كان هذا المبدأ صعب " الابتلاع" للبعض فالأفضل أن يتم إغلاق السوق و معها الشركات المساهمة المدرجة فيه بدلاً من أن يتم " إغلاق" الأعين على مايجري .

إنني أتفهم تماماً العامل النفسي المتدهور للمستثمر سواء في السوق المالي أو في الحياة الاقتصادية بشكل عام إلا أنه بالمقابل لا أن يكون هذا العامل للدخول في نفق الظلام والتجاوز عن الأخطاء سواء في التكتيك أو في التنفيذ لأنه إن لم يشير الآن أحداً إلى ذلك فإنه من المرجح إعادة هذه الأخطاء مرة أخرى ، و لا نقصد أن نتصيد أخطاء الآخرين بل أن نشير إليها لأن من لا يخطىء فهو لا يعمل إلا أن واجبنا المهني يقتضي إلقاء الضوء على المشكلة و تحليلها فما لا يروق للكثيرين الآن قد نشكر عليه فيما بعد .

سوق دمشق للأوراق المالية و معها شركات الوساطة المالية في مرحلة امتحان صعبة كما هي أيضاً الشركات المساهمة السورية الوطنية فإن لم  نكن قاسين على أنفسنا في هذه المرحلة فلن يهرع أحد لنجدتنا وبالمناسبة فإن افتتاح سوق دمشق المالي كان حلماً بالنسبة إلي ولذلك فلن أدع إلى تعليق التداول دون أن يعتريني الألم إلا أنني أؤمن بالوقت نفسه أن هذه الخطوة إنما هي تأتي لإعادة الترتيب الداخلي للسوق و تهيئة الظروف النفسية و القانونية بما يضمن انطلاق أقوى للسوق و استرجاعاً لزخمه التصاعدي ، كما أرجو أن العثرات التي تعرضت لها البنوك في هذه الأزمة ستصقل خبرات الموظفين فيها كما ستزيد من عمق التخطيط المستقبلي لها لأنه كما يتجلى لي وللكثيرين فإن الأيدي الهدامة المحيطة أكثر بكثير من الأيدي المساعدة البناءة ولم تسمى النهضة اليابانية بالمعجزة إلا لأنها اعتمدت على نفسها و انتفضت من الركام فلنكوَن معجزتنا و إن بدت صغيرة للغير إلا أنها بأعيننا كبيرة و كبيرة جداً لأنها من صنعنا .   

 

No comments:

Post a Comment