Friday 24 June 2011

{Kantakji Group}. Add '9885' دقيقة نقاش الأسبوعية - للصبر حدود

جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :

إعداد د.محمد وائل سعيد حبش

دكتوراه في الأسواق المالية

دقيقــة نقاش :

للــصــبر حــدود :

في معرض نقاشاتنا و دراساتنا و محاوراتنا فيما يتعلق بسوق دمشق للأوراق المالية وأزمته و محاولتي التحدث مع الجمهور بمختلف مستوياته الفكرية والاقتصادية و الاجتماعية وجدت نفسي أمام حائط غريب من صمود المسؤولين المطنشين فلا أذكر أنني قد غفلت في مخاطبتي عن نوع من أنواع الحديث إلا واستخدمته في نقاشي مع العامة والخاصة فتكلمت بالكلام البسيط و من ثم بالحديث الاقتصادي وعطفت ثم على الزجر الخطابي وثم عدت وتمسكت بالحوار المالي العلمي وأخيراً رميت بالحديث الفلسفي العميق لعل من أصحاب الألقاب الكبيرة والدرجات الرفيعة لا يفقهون إلا فلسفة البحث عن الحقيقة كما تعلمت وتعلموا فلا يفسد الزمن أصول البحث و المنطق .

 

في الأسبوع الماضي أكمل مؤشر دمشق للأوراق المالية  مساره الهابط فبعد أن اخترق حاجز الدعم السعري القوي وهو1133  نقطة وصل إلى نقطة 1057 نقطة يوم الخميس الماضي متحدياً تفاؤل المسؤولين الاقتصاديين و مكابراً لتجاهل الإداريين و جاهراً بالحقيقة للمتهربين  .

فعندما افترقنا  في تحليلنا الأسبوع الماضي  إلى افتراضين وذلك أن الأول يقوم بأن الجهات الرسمية تعترف ضمنياً بوجود مشكلة ولكنها تتهرب من التصريح خوفاً من تفاقم المشكلة أو خوفاً من مسؤولية  فعامل الزمن قد برهن خطأ الافتراض لأن المشكلة قد تفاقمت وعظمت بالرغم من إنكار المسؤولين و لم نعد نجد من الضرورة أو الاهتمام أو حتى مجرد الاكتراث بأن يخرج إلينا أحد المسؤولين في السوق ليقول لنا إن هناك أزمة ، لأن ذلك شبيه بمن يخبرنا بطلوع الشمس عند الظهيرة و أما الافتراض الثاني والذي قام على أن الجهات الرسمية لديها أزمة رؤى فعامل الزمن هذه المرة قد برهن صحة الافتراض الذي أكد قصر النظر .

وأما في حديثنا عن المحور الثاني وهو إصرار بعض الشخصيات على تكرار تصريحات تلقى صداها في وادي الخراف وليس في وادي المستثمرين فالسوق أدلى بدلوه بحجوم وقيم و أسعار تداوله هذا التكرار الذي فشلت فيه فضائل أفلاطون في جرُها إلى حقل الاعتراف بالخطأ والمسؤولية وأن تدارك الخطأ شجاعة تغلب الألم و الحرج لا وبل أصبحنا ليبراليين أكثر من الليبراليين الغربيين أنفسهم بأن السوق يخضع لعامل العرض والطلب ويجب ألا نتدخل فيه هذه التصريحات التي أكثر ما نحتاج إلى تأجيلها في الوقت الحاضر على الأقل   .

 

وأما إذا عدنا للمسثتمر الحلقة المفقودة إن لم تكن الحلقة الأضعف في المنظومة المالية لدينا والذي تقلب وتشقلب و هاج وماج في تلاطمات هذه الأسعار المترامية المنخفضة ورغم النصائح الكثيرة والمتعددة والمستمرة بأن السوق مكون من المتداولين أنفسهم ولا يوقف هبوط السوق سوى تفكير المتداولين وتوحيدهم وتوعيتهم ورغم التصريحات الرنانة منذ ولادة سوق دمشق للأوراق المالية بأن هذا السوق وجد لصغار المستثمرين وللاستثمار وليس للمضاربة فإننا نجد كما اعتدنا الشعارات لدينا مقلوبة والمعادلات معكوسة والمفاهيم مغلوطة  فهذا المستثمر المسكين ( واعذرني إن أسميتك بالغشيم !) قد باع الحيلة والفتيلة في وقت الفوضى فلا من مرشد ولا معين إلا رب العالمين وعلى مبدأ( تحت البلاطة أحسن من كرسي ذهب بدواليب فوق البلاطة) مشى غالبية القوم الفهمان معتمداً على مبدأ (ألف كلمة جبان ولا كلمة الله يرحمه) فهذا السوق أنهى بدوره هذا مع الفلتات الإبداعية لإدارته دور الماليين و الاقتصاديين العقلانيين في بناء السوق واغتنام حداثته لإبعاده عن حفر الآخرين الذين وقعوا بها .

 

ولعلي أنصح من أخذ أمواله و أعادها إلى تحت الحصير والبلاط أن يستثمرها في بورصة سوق الهال التي تتصاعد أسعارها وتعلو رغم كل الأزمات المحلية لعل سوق الهال يعطي الدروس لأصحاب الدروس !!

وأما رابطة شركات الوساطة فقد علمنا في نهاية الأسبوع الماضي تدابيرها و تجهيزاتها و استعداداتها لرص الصفوف فهم المرشد الأول إن لم يكن الوحيد للمستثمر المحلي في ظل ضعف الأدوات الاستشارية الأخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن شاهدوا أبناء الرابطة أن مركبهم هو زورق المستثمر نفسه  الذي تململ و ضاق ذرعاً بالتطنيش وبدأ يفكر بالأفعال وبناء عليه عقد الخميس الفائت ثلاثة اجتماعات في إدارة سوق دمشق للأوراق المالية لبحث الحلول حيث تم تضمين أهمها لبحثه في اجتماع آخر لمجلس إدارة السوق لرفع نتائجها إلى هيئة الأوراق المالية لعقد اجتماع لمجلس المفوضين فقرر رفع الحدود السعرية بالاتجاه الصاعد بنسبة 4% وتخفيض نسبة هبوط السهم الى2%  و تفعيل الفقرة (أ) من المادة \35\  برفع قيمة الورقة المالية في حال الطلب عليها لثلاثة جلسات متتالية بدون تنفيذ .

وعلى ما يبدو فنحن دائماً ما نبرهن غير مسرورين بأن هيئة الأوراق المالية ومجلس المفوضين عرابيي الوقت الضائع ( لا تأتي القرارات  لديهم إلا بالعين الحمراء ) ونقول بحزن وغضب وعتب  بأن تأتي متأخراً خيراً من ألا تأتي أبداً .

ولأن سعادة الحكماء تنبع من إرادتهم الحرة ؛ فغياب القرارات الحرة في السوق إما لغياب الحكماء أو لتغييب إرادتهم عن القرار .

 

 

No comments:

Post a Comment