Friday 10 June 2011

{Kantakji Group}. Add '9842' دقيقة نقاش الأسبوعية - خطأ مقصود ؟

 

جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :

إعداد د.محمد وائل سعيد حبش

دكتوراه في الأسواق المالية

دقيقــة نقاش :

خطأ مقـصود   ؟

يبدو أن كلمة دائماً وعانينا وسنعاني ستبقى متلازمة في سوق دمشق للأوراق المالية وإن كنا تحدثنا عن  قصور الحركية المالية عن متابعة المتغيرات على حائط الواقع فالتصريحات لم تعد تأتي معللة للحدث الفائت وعبثية فقط  بل إن هذا المرض العضال الذي تكلمنا عنه قبل أسبوعين تطور بشكل جيني وأحدث طفرة تدعى بالدفاعات القاتلة بإطلاق تصريحات تفاقم المرض وتزيد من أعراضه  وهذا ما يعود ليؤكد أن اعتلال سوق دمشق للأوراق المالية  ليس بنيوياً بقدر ما هو إدارياً واستراتيجياً يمتاز بتعدد القيادات والأصابع   .

فالتصريح الذي أطلقه السيد رئيس هيئة الأوراق المالية بأن الجدول الزمني لزيادة رؤوس أموال البنوك الخاصة لن يتغير على الأقل ضمن المرحلة الراهنة لا يمكن أن أصفه بالحكيم و الاستثنائي بقدر ما يمكن أن أصفه بالمحبط والمعاكس لسيرورة المنطق العام والأغرب ضمن توجه مجلس إدارة السوق بإستمرار إطلاق التصريحات التي تبعث الطمأنينة والاستقرار بالسوق لتحفيز العامل النفسي التفاؤلي وبالرغم من مخالفتي الشديدة للأدوات المستخدمة في تحفيز العامل النفسي واعتمادها على الارتجالية دون الواقعية إلا أنها تدخل ضمن المسار المفترض في سوق تتهاوى أسعارها السوقية بناء على ضغوط نفسية تشاؤمية تدعمها مؤشرات وظروف اقتصادية وسياسية ليست بالمشجعة والمحفزة للاستثمار على الأقل ضمن المرحلة الراهنة وبمحاولتنا استخدام ألطف التعابير لوصف الوضع الحالي لكن أن ينطلق التصريح بعكس التيار المعمول فيه لدى إدارة السوق ومن مرجعية هي الأعلى لسوق دمشق للأوراق المالية فهذا هو العجب العجاب !!

وإن طالب  رئيس مجلس إدارة السوق الدكتور راتب الشلاح من وسائل الإعلام أن تتكلم بعمق وحرفية فإني أود أن أضيف عامل ثالث وهو  بأن تتكلم بمسؤولية وطنية فإن كانت وسائلنا الإعلامية المحلية التي طبلت وزمرت بأهمية تحمل المواطن السوري في هذه المرحلة لواجباته الوطنية تجاه الاقتصاد الوطني فإنها قد غفلت على أن نشر هكذا تصريح بهكذا وقت سيهز السوق المالي بدليل انخفاض مؤشر دمشق للأوراق المالية إلى مايقارب الثمانية بالمئة الأسبوع الفائت فمن الأجدى لها أن تتوقف إذا عن تغطية أخبار السوق إن كان في تغطيتها اللامسؤولة أذى للسوق بدلاً من دعمه لأننا لا نريد أن نفترض أن الخطأ كان مقصوداً فنحن لسنا بصدد المحاسبة على النوايا بل بالتدقيق والمحاسبة على نتائج الأفعال .

وباعتبارنا نتكلم عن العمق والاحترافية والمسؤولية فإن كان تعديل الهوامش والحدود السعرية لا يفيد حسب تصريحات من مسؤول اقتصادي فلماذا إذا تم رفع الحدود السعرية من 3% إلى 5% في شهر آذار الماضي وعلى هناك علاقة بين بداية انهيار السوق المالي في نهاية شهر آذار ورفع الهوامش السعرية أم أننا نتعامل مع نظرية الصدف التاريخية وتلاقي الأحداث العشوائي ؟؟! .

في الأسبوع الماضي اخترق مؤشر دمشق للأوراق المالية حاجز الدعم السعري القوي وهو1234  نقطة ولا أظن أننا نتكلم بسطحية عندما أكدنا في الأسبوع الماضي بأن الأزمة لم تنتهي بعكس التصريحات الرسمية بدلالة الاحتكام للمؤشرات والأرقام بل عملية الخروج من الأزمة تحتاج إلى أكثر من مجرد تقديم النصائح للمستثمرين بعدم البيع والصبر لأن الأسعار ستعاود الصعود فمن يتكلم بالمستقبل عليه أن يستند إلى أدوات وليس إلى ربت الأكتاف .

وبالتأكيد من الملفت النشاط الإيجابي للمدير التنفيذي الجديد للسوق  في عقد الندوات والمحاضرات والتركيز على الناحية الإعلامية في نشر ثقافة السوق وأهميته في تعبئة المدخرات الوطنية و تنمية ومساعدة الأموال الصغيرة على إيجاد منافذ استثمارية لها ضمن عوائد مالية معقولة وهامش أمان نسبي مقبول إلا أن نشاط الفرد لا يكفي فما نحتاجه هو فريق كامل و جهود جماعية في هذا المجال لا أن يترك العبء على شخص واحد مهما كانت درجته العلمية و مستواه المهني مرتفع .

وإن بدت شركات الوساطة المالية في اجتماع الهيئة العامة للسوق أكثر توحيداً واتفاقاً فالشرخ بدا واضحاً بين ما تتطلع إليه هذه الشركات كمجموعة أو رابطة وبين ما يفكر وتمارسه هيئة الأوراق والأسواق المالية فيبدو حالياً أنها أصبحت أكثر جدية في تصريحاتها بعد أن كانت في أغلبها استعراضية   .

والسؤال إلى متى تكرار المشاهد النمطية في التعامل مع الأزمات فلا نريد أن نبدو دائماً من يرى فقط العيوب فمع تقديرنا لقرار تجزئة الأسهم المدرجة في السوق في هذه المرحلة و زيادة الجهود نحو التوعية الإعلامية والتركيز على إدراج مزيداً من الشركات المساهمة في سوق دمشق للأوراق المالية إلا أننا نعتقد أن الاعتماد على التصريحات فقط وترك الأمور للمصادفة عندئذ قد يتخلى عنا الحظ فجأة كما حدث في سوق دمشق المالي عندما كانت جميع الأمور تسير بخطى إيجابية وبارتفاع في الوقت التي كانت مؤشرات الأسواق العالمية تنخفض لكن تبين أن الحظ قد لعب دوره أكثر مما لعبه التخطيط الصحيح و المنهجي لسوق دمشق .

وعلينا في النهاية أن ندرك بأن الاستثمار في جوهره إنما هو السيطرة على مايمكن التحكم فيه كما قال بنيامين جراهام  فطالما أن لدينا أدوات متنوعة للتحكم بعدة عوامل مؤثرة في السوق فيجب اغتنامها بدلاً من السعادة بغنائم طائشة تنهك السوق فيما بعد .

 

No comments:

Post a Comment