المملكة المتحدة تحاول المحافظة على موقعها بصفتها المحور الأول في الغرب للتمويل الإسلامي
مضى ثلاثون عاماً على تقديم لندن خدمات التمويل الإسلامي، إنما في الأعوام الأخيرة بدأ هذا القطاع يحقّق المزيد من الشهرة
24 شباط/فبراير 2012 - تحتلّ المملكة المتحدة المرتبة التاسعة عالمياً من بين البلدان التي تقدّم خدمات التمويل الإسلامي، حسبما ذكر تقرير صدر في مايو 2011 عن ذو سيتي يو كيه للخدمات المالية، ما يجعلها الدولة الغربية الرائدة ومركز التمويل الإسلامي الأول في أوروبا، إذ تملك 19 مليار دولار أمريكي من الأصول المصرّح عنها. وهكذا فقد مضى ثلاثون عاماً على تقديم لندن خدمات التمويل الإسلامي، إنما في الأعوام الأخيرة بدأ هذا القطاع يحقّق المزيد من الشهرة.
ومن جهته يعتقد عمر شيخ، العضو في مجلس التمويل الإسلامي في بريطانيا بأن الشهرة الكبيرة هذه هي محصّلة أربعة عوامل رئيسة.
وفي حديث إلى زاوية، صرّح شيخ قائلاً "العامل الأول هو الريادة الذي يتجلّى في كون حكومة المملكة المتحدة المحرّك الأول في الغرب في وضع إطار ضريبي وتنظيمي مناسب يتيح التمويل الإسلامي من خلال إدخال التشريعات التي تمنح فرصاً متكافئة للتمويل الإسلامي".
أما التغيير الرئيسي الذي أدخل على الإطار الضريبي والتنظيمي في العام 2003 فتمثّل في إلغاء الضريبة المزدوجة على الرهون العقارية الإسلامية وتمديد الإعفاءات الضريبية على الرهون العقارية الإسلامية لتطال الشركات والأفراد، ما جعل الاستثمار في العقارات أكثر جاذبية. كما ساعد ذلك على توسيع سوق المنتجات الإسلامية للمؤسسات المتقيدة بأحكام الشريعة الإسلامية والمؤسسات التي تملك "نوافذ إسلامية".
وتابع شيخ قائلاً "والعامل الثاني هو الأسس الراسخة في مجالات التعليم والتدريب والتفكير الريادي التي تنبع من المملكة المتحدة مع مجموعة متنوعة من المؤهلات والمواد التعليمية التي تُقدّم بإدارة معهد الصيرفة والتأمين الإسلامي، والمعهد المعتمد للأوراق المالية والاستثمار وغيرهما. كما أن مجلس التمويل الإسلامي ذاته يقدّم مادة شاملة وفريدة إلى علماء الشريعة بشكل حصري.
ثمة وفرة في الكفاءات في مجال التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة، إذ تُدرَّس المواد المتعلقة بالتمويل الإسلامي أيضاً في معاهد وجامعات ومؤسسات مختلفة ونذكر من بينها المعهد المعتمد لمحاسبي الإدارة، وجمعية المحاسبين الدولية، وكلية الأعمال الرائدة "كاس بيزنيس سكول" وجامعة ريدنج. واللافت أن عدد الكليات والمعاهد المهنية التي تقدّم التعليم في مجال التمويل الإسلامي في بريطانيا يبلغ خمسة وخمسين وهو عدد يفوق أي عدد موجود في أي مكان آخر في العالم.
وعلى حد قول شيخ "من الناحية التجارية، هناك مجموعة من البنوك والمؤسسات الإسلامية التي تقدّم الخدمات المصرفية للأفراد وخدمات الأعمال المصرفية الاستثمارية، وخدمات إدارة العقارات والأصول على نطاق أوسع، إذ تتمتّع لندن بأصول عالية النوعية شكّلت تاريخياً موطناً لسيولة دول الخليج". وقد ورد في التقرير الذي صدر في العام 2009 عن ذو سيتي يو كيه للخدمات المالية، أن قطاع الخدمات المصرفية الإسلامية في بريطانيا بات الآن أكبر من ذلك الموجود في باكستان، إذ يوجد في بريطانيا 22 مصرفاً تخدم السوق المحلية، خمسة منها تتقيد تماماً بالشريعة الإسلامية (وهي بنك لندن والشرق الأوسط، وبنك الاستثمار الأوروبي الإسلامي، وبنك جيتهاوس، والبنك الإسلامي البريطاني، والمصرف - المملكة المتحدة). كما قامت سبع عشرة مؤسسة رائدة تضمّ باركليز، ورويال بنك أوف سكوتلاند، ومجموعة لويدز المصرفية البريطانية، بتأسيس فروع خاصة أو شركات تابعة لعملاء التمويل الإسلامي، ويُعتبر هذا أكبر عدد من المصارف المخصّصة للمسلمين في أي بلد غربي.
ويواصل الشيخ كلامه قائلاً "والعامل الرابع يتمثّل في أن لندن بحد ذاتها مركز مالي عالمي حيث أن سوق رأس المال فيها راسخة وقد استقطبت عدداً من الصكوك العالمية التي أُدرجت في سوق لندن للأوراق المالية". ففي الوقت الحالي، ثمة أربع منصات إدراج تتنافس للسيطرة على سوق الصكوك المربح والمتنامي بوتيرة سريعة ألا وهي لندن (سوق لندن للأوراق المالية)، وكوالالمبور (بورصة ماليزيا)، ودبي (بورصة ناسداك دبي)، ولوكسمبورج (بورصة لوكسمبورج). إلا أن سوق لندن للأوراق المالية هي في الوقت الحالي الرائدة عالمياً بما أنها تُتيح الإدراج والتداول، في حين أن غيرها من البورصات يشكّل مقرّ إدراج مثل لوكسمبورج ولا يسمح بالتداول. كما يجب ألا ننسى بأن التكاليف المخفضة تشكّل جزءاً من هذا الاستقطاب".
Nafith ALHersh Nazzal
MBA-Finance, Certified Broker , Certified Financial & Investment Advisor ,
Certified (IATC)- Viriginia -USA
Master NLP – UK , Financial & Statistical Analyst.
Nafez1974@YAHOO.COM
Mobile : +962 79 6 101778
No comments:
Post a Comment