Saturday 23 July 2011

{Kantakji Group}. Add '9977' دقيقة نقاش الأسبوعية - دقيقة نقاش

 

جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :

إعداد د.محمد وائل سعيد حبش

دكتوراه في الأسواق المالية

دقيقــة نقاش :

 

دقيقة نقاش :

لم يكن وضع عنوان المقال الأسبوعي المتخصص في معالجة القضايا الراهنة لسوق دمشق للأوراق المالية بالارتجالي أو العبثي بل كان مبنياً على فكر الحوار والمحاورة وتبادل الآراء والنقاش فلا يمكنني أن أدع أنني أملك المفاتيح الذهبية لهذا السوق و أن كلامي يحمل التقديس في حروفه والتبجيل في رسمه فالاتهامات الصادرة إلى هذا المقال الأسبوعي من أنه هجومي  إنما يحمل معه بالأصل إشكالية الحوار لدينا في الفرق الاقتصادية الحكومية أو من يدور في فلكها من الاقتصاديين و الماليين الذين يجدون في الصوت الرسمي الاقتصادي كل الحقيقة وكل الحلول الناجعة وكل الشفافية ، وفي الحقيقة لا أستطيع أن أفهم كيف تكون هناك شفافية إن لم يكن هناك آراء اقتصادية مختلفة مع الآراء والإجراءات الاقتصادية المطروحة من قبل هيئات اقتصادية رسمية  ومغالطة في أحيان أخرى لعدد من الإجراءات والسياسات التنفيذية الحالية فلا يحمل الرأي الآخر سوى النقد البناء والإشارة إلى ثغرات وهفوات تم ارتكابها من الهيئات والمجالس الإدارية المسؤولة ولا أتصور أن غير الطبيعي أن ترتكب أي جهة اقتصادية أخطاء طالما أننا بشر ولكن غير الطبيعي أن ينظر للآراء الأخرى نظرة تحريضية ولكن الأغرب أن تسمع من أحد الأشخاص أن يتهم هذا المقال الأسبوعي بأن يعمل على تثبيط السوق بدلاً من دعمه ؟!

 

والسؤال متى كان التدليس و والتطبيل والتزمير هو من يدعم السوق أم نعتمد على (غشمنة ) المستثمر و أن نلتزم بالأشعار بأن لدينا السوق المعجزة و أن أمور السوق والمستثمر بأحسن حال !

ألا يجب أن نعتبر أن حملة دعم سوق دمشق للأوراق المالية لم تكن تشكل واحد بالمئة من حملة دعم الليرة السورية سواء من حيث الإعلام أم من حيث استخدام الأدوات المالية بالتوقيت المناسب ؟ أم أن إخفاء الحقيقة هو من يدعم السوق ؟؟ ألا يجب أن نعتبر أن الحملات الإعلانية للسوق باعتبار أن الانخفاض كان لاعتبارات نفسية بالمقام الأول وبالتالي فإن الحملة الإعلانية المضادة من قبل السوق كانت ارتجالية معتمدة على تصريحات فردية متناثرة لا تعطي الانطباع بأن هناك خطة واضحة بأجندة تهدف إلى معاكسة اتجاه السوق الهابط ؟؟

 

إن سوق دمشق للأوراق المالية كغيره من الأسواق المالية في البلدان الأخرى يتعرض لهزات و من الممكن أن تنخفض مؤشراته كغيره لكن نظرية التقييد التي تفاخرنا فيها عند افتتاح السوق لم تأت بجديد فإن كانت القيود المفروضة وضعت لمثل هكذا ظرف فإن الحدث أبرز أن التقييد لم يمنع تغير سلوك السوق فتقييد دخول الأجانب للسوق أفقده السيولة لخلق العمق و الفعالية فيه تلك الصفة التي تدخل في جوهر الأسواق الفعالة فلم تكن المضاربة بسلبياتها وإيجابياتها إلا كجزء من سوق الأسهم منذ بداية نشوئها وحتى الآن بأشكالها المتنوعة .

 

كما أن هناك كبار متداولين في السوق لا يتعدى عددهم الخمسون متداولاً يشكلون نصف التداول الحالي فالتوعية أكثر ما تكون لهؤلاء في جلسة مع إدارة السوق فتوعية صغار المتداولين والتابعين تأتي ضمن إطار ضياع الجهود لأن قراراته تعتمد في بنائها على قرار كبار السوق وعلى الرغم أن لا أحد يملك إلزام هؤلاء بالشراء إلا أن نصيحة هذه الفئة بالذات هي الأكثر فعالية وتأثيراً في هذا التوقيت .

أما عن موضوع تهاوى السعر السوقي فإن إقرار مرجعية السعر الجديد تعتمد على إعتماد الحد الأدنى الذي تمتلك إدارة السوق تغيير حدود فمن الممكن أن يتم تداول سعر السهم بالحد الأدنى والحد الأعلى المعمول به الآن على أن يتم رفع الحد الأدنى لتغيير السعر المرجعي إلى ألفي سهم قبل التجزئة وهذا ما يحافظ على حجم التداول من جهة ويكبح انخفاض السعر غير المبرر من جهة أخرى هذا الانخفاض الذي يتحول فيه هبوط السوق فيه إلى هبوط كرة الثلج فمع كل هبوط جديد يزداد البائعون فإن تحكمنا بمعيار الهبوط أوقفنا هذه الكرة .

 

مازال الهيئة وإدارة السوق تملك من الأدوات المالية ما من الممكن أن يوقف هذا الاتجاه الهابط إن لم يكن من الممكن أيضاَ عكس هذا الاتجاه ورغم أنني أتفق أن الأداء المالي الجيد للشركات المدرجة في السوق لم يتغير في ضوء المعطيات الاقتصادية الحالية كما أن هناك ظروف موضوعية ساهمت في الهبوط كرفع نسبة الفوائد على الودائع والقلق على استقرار الليرة السورية وزيادات رؤوس أموال المصارف إلا أننا نملك المحفزات في وقت الأزمات والمثبطات في وقت الرواج المحموم ومازلت أؤمن أن سوق دمشق مازال واعداً طالماً أن الأمانة والنزاهة تبدو ركناً واضحاً فيه فهو على الأقل لم تسيطر عليه كما حدث في أسواق عربية أخرى شبكات من العلاقات الفاسدة بين المتداولين وبين بيوت السمسرة وشخصيات رسمية . 

 

وفي النهاية نقول أن وسائل الإعلام هي من تمد المواطنين بأخبار السوق والأسهم وعليه فإن ذكاء المجتمع من ذكاء الإعلامي فلا يريد الناس أحد الناسخين أو المحررين الذين ينقلون الكلام للجمهور كما هو دون تنقيح أو تحليل أو تفنيد فلم يعد أحد يريد الآن كما كان في السابق انتظار انحسار الأمواج لنعلم من كان يسبح عارياً !

No comments:

Post a Comment