Saturday 9 July 2011

{Kantakji Group}. Add '9936' دقيقة نقاش الأسبوعية _سوق آرام المالي

 

جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :

إعداد د.محمد وائل سعيد حبش

دكتوراه في الأسواق المالية

دقيقــة نقاش :

سوق آرام المالي :

تلك دمشق أقدم عاصمة بالعالم صمدت بأسواقها وبتجارتها ستة آلاف عام رغم غزوات الشرق والغرب حاضنة التاريخ ذات الأبواب السبعة وتحمل بين حجارة جدرانها حكاية كل حقبة مرت وعاشتها وتركت أوابدها تتكلم عنها

فكل ما فيها قديم يرفض أن يموت فعندما ظننا أن السوق مات وعاد إلى لحده  بعودته إلى نقطة الذهاب ، استعاد مؤشر دمشق للأوراق المالية  بعضاً من عافيته فبعد أن وصل إلى أدنى نقطة له منذ بداية افتتاح السوق ارتفع مجدداً  ليصل إلى نقطة 1067.50 نقطة وعلى الرغم من المبكر قليلاً أن نتكلم عن انعكاس الاتجاه الهابط إلى اتجاه صاعد لكن الأمل بالحياة أقوى من علامات الموت فبريق العافية أسقط المخاوف ولو لقليل لأن عهدنا بمعالم دمشق الخلود    .

 

فالسوق بداية ونهاية هو مرآة الاقتصاد بكل تفاصيله الاقتصادية والمالية والأخلاقية فما تعرضت له الليرة السورية من تحديات لاستقرارها واستطاعتها من تجاوز مطبين كبيرين منذ بداية الأزمة السياسية لدينا وانخفاض السيولة المحلية واضطرار العديد من صغار المستثمرين لتسييل محافظهم أو بعض منها لسد العجز المؤقت في الدخل هز السوق المالي إلا أن سوق دمشق ولد ليبقى كما بقيت دمشق فالسوق ولد رضيعاً بفطام عامين ؛ هذا السوق الذي تم افتتاحه في أوقات عصيبة في حالة من التحول الاقتصادي وحالة من الفساد الاقتصادي فكانت هذه البوابة المالية المحلية  عاكسة لأفعالنا ولا مبالاتنا و إهمالنا لاقتصادنا كما كانت عاكسة لحالة اقتصادنا الذي عمل على محاباة القلة على حساب الصغار والكادحين فكان الاختلال الذي سبب الانفجار خارج السوق والذي ترجمه السوق بانهيار مؤشره ، هذا المؤشر الذي كان مرآة لاقتصاد الأنا  الذي انتشر خلال العقد الماضي  فصاحب الدكان اهتم بدكانه ونسي المحتاج والصناعي اهتم بمنتجه ونسي العامل فيما الحكومة اهتمت بسرقاتها وهزأت  بالطوفان فلما حدث الطوفان ذهب بالحكومة وفسادها وكسدت بضاعة الدكان فيما صدأ حديد الآلات .

 

عقوداً قاسية مرت على دمشق واقتصادها عانى فيها من حصار الخارج و سفالة الانتهازيين من الداخل فكان مؤشر السوق يرتفع في السابق كما ترتفع حرارة المريض فكان الإغماء عندما انفجرت المقاييس وسقطت النواميس المنحازة فلم تعد تنفع صور المجلات ومانشيتات الجرائد أصحاب المال لإسكات صوت قرص البطون وهزال العيون لضواحي دمشق فوقع المحظور بعد أن اعتقد أصحاب البدل أن عبر الأمم الفاسدة تدفن مع التاريخ و أن جبال الأموال ستعصمهم من طوفان البشر فما آمنوا أن الحذر هذا لا يقي من القدر .

فإن ناشدنا العدالة الاجتماعية والاقتصادية خارج السوق فالسوق سيعبر عنها بشكل أو بآخر من خلال تداولاته و مؤشره فلا يمكن أن يزدهر السوق المالي دون أن يزدهر السوق الاقتصادي لأن العلاقة التبادلية وإن حدث بها اختلالاً فعامل الزمن كفيل لإعادة العلاقة التناظرية بين السوقين والشواهد كثيرة في الأسواق العالمية .

 

ولأن مشاكل السوق ترجمة لأوضاع الاقتصاد ككل فلن تلهينا صوت المعركة أو تصريحات اللامسؤولين أو أمل الفاسدين عن الدفاع عن السوق و أموال أهله وحقوق صغار المستثمرين وكبارهم من الشرفاء و الوطنيين و الأحرار وأن تتحقق عدالة السوق بشفافيته وإيمان مجلس إدارته بالواجب الاجتماعي و الأخلاقي والمهني لهذا السوق وليعذرني إن كان هجومي المستمر على أي جهة قد أزعجها مع  يقيني بالنوايا الحسنة للإدارة والهيئة تجاه السوق لكن واجبي الأخلاقي يدفعني إلى تحييد صداقاتي وعلاقاتي الشخصية  مع ما أؤمن أنه لمصلحة السوق والوطن .

وأختم نهاية بكلمات لإعلامي دمشقي من عائلة سعد الدين بقوله    دمشق لا تخاف سحابة صيف أسود وحصونك وجدرانك من قلاع غزاة تصمد

 دمشق لا تخاف هوناً ولا حزناً ولا ألماً  

  دمشق شعبك حامي الحما بلسم الآلام   

   وعشقك بالفؤاد دمشق .

No comments:

Post a Comment