Tuesday 12 July 2011

Fw: {Islamic_Finance_Banking} التدريب .. دجل ودجالون

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً أعتذر من أساتذتي عن مشاركتي في موضوع غير ملّمة به تماماً, ولكن أردت فقط تقديم مداخلة بسيطة من تجربتي المتواضعة


لماذا العجب والاستغراب؟

فالتدريب أصبح آخر صرعات الموضة التي تجتاح عالمنا وحاضرنا..فإذا لم نواكبه ونلتحق به, صّنفنا من أهل العصر الحجري

وليس التدريب فقط ..بل أيضاً الدعوة والدكتوراه,هي ألوان آخرى من ألوان الموضة الحديثة ولا مجال للحديث عنهما الآن

أما التدريب, فقد أصبح مرض وفتنة لا يعلم بها إلا الله ..فنرى شهادات معتمدة,سرقة جهود علمية وفكرية,إعلانات وبروشورات , أسماء لمراكز تدريبية...كلها تتضمن تهويل لدورات غير ناجحة ..إلخ

وبشكل متواصل أيضاً تطالعنا العديد من المواقع الالكترونية ووسائل الإعلام عن دورات في جميع المجالات والاختصاصات, وكلّما كان الإعلان برّاق وملّون ..وكان اسم المدرّب ذو شهرة ,بالإضافة للمركز التدريبي الذي يمتلك قاعات وديكورات فخمة, يكون له حصة الأسد من المتدربين

ولكن هل هذه العلامات هي مقوّمات الدورة التدريبية الناجحة؟

للأسف لا..كم من أشخاص سلكوا هذا المجال من أجل منافع شخصية,فقد نظّموا إعلانات وهياكل كبيرة لدورات غير ناجحة وذلك من أجل الاقناع الكاذب, وقاموا بتصميم دورات تدريبية تتناسب مع مصالحهم المالية فقط

والحق يُقال :إذا تواجد المدرّب الكفء المخلص والذي يتمتع بمؤهلات وقدرات تمكّنه من تقديم المعلومة الصحيحة لطلاب العلم, فمن الأولى أن لا نبخسه حقه من جميع النواحي المادية والمعنوية

ولا تخلو الساحة من بعض هؤلاء المخلصين الذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل نشر العلم والمعرفة في جميع المجالات, ولا تغرّهم الحياة الدنيا وزينتها, ونذروا أنفسهم لخدمة العلم والعلماء 

ومن تجربة شخصية لي في هذا المجال مع مجموعة من طلبة الدراسات العليا, لا يسعُنا إلا أن نقدّم كل الاحترام والتقدير للأستاذ الدكتور سامر قنطقجي جزاه الله عنّا كل خير على ما يقدّم ويبذل من جهود جبّارة تجاه طلبة العلم

حتى أنّه أحياناً يقدّم محاضرات مجانية , ويساعد بكل ما أوتي من قدرات

ولا يمكن أن نتجاهل موقعه الالكتروني الحافل بكل ما يتوصّل إليه من دراسات بجهده الخاص ويجعلها متاحةً لخدمة طلبة العلم

ولا يمكن ان ننسى مجموعته الالكترونية أيضاً التي تجمع شرائح متعددة من مفكّرين ومختصين لا يبخلون في تقديم المساعدة والمعلومة لكل  طلبة العلم   

ومهما حاول المتطفّللون على هذا المجال أن يفسدوا..بالنتيجة لا يصح إلا الصحيح

وأستأذن الأستاذ أحمد نصّار في كتابة

همس الكلام : ففي الأمثال السورية مثل يقول

ما كل من صفّ صواني صار حلواني

 



--- On Tue, 7/12/11, أحمد نصار <alnassaronline@gmail.com> wrote:

From: أحمد نصار <alnassaronline@gmail.com>
Subject: {Islamic_Finance_Banking} التدريب .. دجل ودجالون
To: islamic_finance_Banking@googlegroups.com
Date: Tuesday, July 12, 2011, 6:41 AM

 

التدريب .. دجل ودجالون



د. محمد آل عباس

هل أصبح التدريب سوقا لمن لا سوق له، ومهنة لمن ليس له مهنة؟ أستغرب حال العاطلين الباحثين عن وظيفة لماذا لم يصبحوا مدربين؟ درب واتجه إلى التدريب فقد ضاعت المفاهيم في سوق لا حصر لها من مؤسسات ومراكز تدريبية ومدربين يدربون الآلاف ويَدّعونَ القدرة على تحويلك من ''محمد'' إلى ''محمود'' يمشي على النار لأنك - كما يقول المثل ''بقدرة قادر'' - إن مشيت فوق تلك النار ستستطيع حل مشكلاتك – ستتوظف في الوزارة أو تصبح المدير, وإذا كنت مديرا ستصبح الوزير، أما إن كنت طالبا فستنجح بلا اختبارات وتغير محتوى المواد والأستاذ والمحاضر, بل حتى مدير الجامعة، دجل باسم التدريب.

درب واتجه إلى التدريب وافتح مركزا تدريبيا, ذلك أن الحصول على شهادة مدرب أمر سهل جدا, والسوق لمن يدفع. مراكز التدريب تدق ''طبول الهبل'' فوق رؤوسنا باسم الحصول على شهادة مدرب ـ مع خبرة سنتين ـ على يد المدرب العالمي الذي درب الملايين في مئات الدول حول قارات العالم حتى تظن أن الكرة الأرضية أصبحت كرة المدربين. حتى كأن طفلا – مع الاعتذار للشاعر بدر شاكر – بات يهذي قبل أن ينام بأن أمه التي آفاق قبل عام... ''قد أصبحت مدربة'' فقرر ذلك الطفل أن يصبح ''مدربا عالميا''، دجل باسم التدريب.

درب واتجه للتدريب فكل ما تحتاج إليه مسرح واسع يضم الآلاف من المشاهدين ـ القادرين على الدفع - وأضواء وتمثيلية مسرحية ومجموعة كومبارس. وإذا لم يتوافر لك هذا فيكفيك دورة تدريبية ـ ولا يهمك معنى كلمة ''دورة'' هنا فلن يسألك أحد. ربما تحتاج إلى طاولات, وليس من الضروري أن تكون دائرية أو مربعة, وإذا لزم الأمر فلا داعي لها أيضا المهم أن تجيد العمل على برنامح العرض ''بوربوينت'' وتجيد التقديم المبهر. حاول أن تجذب انتباه الحضور بقصص من هنا وهناك, ولعلك تستعين بكتاب ''دع القلق وابدأ الحياة''، اجعل من تدربهم يقفون على أقدامهم أو أيديهم إن استطعت ويدورون حول أنفسهم يبحثون عن بعضهم معصوبي الأعين، كن مبهرا ولو كنت غير مفيد. لا يهم إذا كنت ستمنح شهادة غير معتمدة وغير مفيدة, المهم أن تجمع المال. دجل باسم التدريب.

درب واتجه إلى التدريب, ولا يهم إذا كنت لا تعرف معنى كلمة التدريب أو لم تكن متخصصا في شيء, المهم أن يكون لديك مركز تدريبي يروج لدجلك. ركز على دورات النجاح وتطوير الذات والتفوق في سبعة أيام, خاصة في فترة الامتحانات النهائية. أطلق مارد الخيال والأحلام الوردية والإنجاز بلا عمل. درب على الخرافة وسمها ما شئت. لا تدربهم على النجاح بل على الحلم بالنجاح. لا تقل لهم اعملوا وادرسوا واصبروا وصابروا بل قل لهم ''رددوا كلمة - نجحنا'' واكتبوها في ورقة مع عبارة ''إنهم أصبحوا من عباقرة العالم'' ويضعونها أمام أعينهم ليقرأوها مرة في الصباح وأخرى في المساء. لا تهتم بعدها إن رسب الطالب في امتحانه أو فُصِلَ الموظف من وظيفته المهم أنك غيرت طريقة تفكيرهم. درب النساء والأطفال ولو من وراء بروج وامنح الأم شهادة أنها أفضل مربية لأبنائها, ولا تهتم إذا كانت في حاجة إلى هذه الشهادة أم لا، المهم أنها دفعت قيمتها. دجل باسم التدريب.

لقد أصبح التدريب سيلا كله غثاء, وواديا من إبل لا تكاد تجد فيها راحلة. جرأة على التخصصات والخبرات وترويج للخرافة والإهمال وبيع للشهادات حتى أصبحت الماجستير والدكتوراه مجرد دورة تدريبية في ثلاثة أسابيع ومبلغ 100 ألف ريال. التدريب علم واسألوا الذين شابت رؤوسهم في تخصص الموارد البشرية. التدريب فن نقل الخبرات, لذلك يحتاج المدرب إلى أن يكون خبيرا في المقام الأول، أن يكون قد انحنى ظهره في فهم تخصصه وليس مجرد قارئ هاو له. كيف يدرب في المحاسبة والرقابة وقراءة وتحليل القوائم المالية من ليس محاسبا أو مراجعا وانحنى ظهره في هذا العلم؟ كيف يدرب على الإدارة من لم يكن متخصصا ولم يعمل مديرا قط؟ كيف نسأل في الطب النفسي وتطوير الذات من كان تخصصه شريعة وقانون وقد أمضى فيها زهرة شبابه؟ كيف نسأل ويخبرنا عن سوق الأسهم من تعلمها في مجرد دورة تدريبية وكتاب تم طبخه في ذروة السوق ونشاطها؟ كيف يدربنا في الاستثمار من لم يستثمر في عمره مرة ولم يكن رجلا للأعمال قط؟ كيف يدرب من كان عمره 30 عاما أو 25 فضلا عمن كان دون ذلك ولم ينحن ظهره في تخصصه ويستوعب فلسفته ومفاهيمه ويجمع من التجارب والخبرات ما يشيب له رأس الوليد؟

التدريس ليس تدريبا ولا ليس كل مدرس مدربا ولو أمضى في تدريسه عمرا. وليس التدريب مجرد مهارات يتقنها المُدرِب بل يجب عليه ''أولا'' أن يكون خبيرا مُجرِبا في تخصصه. التدريب ليس حلقة وصل بين الجامعة والوظيفة يُستغفل فيها العاطل وتسرق أمواله، بل مشروع للتطوير في العمل أو منته بالتوظيف في مجاله.

لن ينجح من لم يَدْرُس وينحني ليلا على كتبه ولو تدرب شهرا على فهم معنى كلمة النجاح. لن يخترع من لم يعمل ألف تجربة فاشلة ولو كتب ألف عبارة عن العبقرية وعلقها في غرفته. لن يترك التدخين من لم يكابد الصبر على تركه وغسل ''النيكوتين'' من دمه ولو مشى على نار الوهم أو تم قطع حبل أفكاره الزمني. لم أكن لأكتب مقالي هذا – بعد فضل الله ومنته - لو لم يعمل ''أديسون'' 50 ألف تجربة فاشلة عن الكهرباء. كيف ضاعت بوصلة التدريب إلى هذا الحد ومن المسؤول - مع الاعتذار للقراء - عن كل هذا العفن؟ سؤال أطرحه للجميع ولعلي أجمع الإجابات وأعرضها في مقال خاص.


 
--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Islamic_Finance_Banking" group.
To post to this group, send email to islamic_finance_Banking@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to islamic_finance_Banking+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/islamic_finance_Banking?hl=en.

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Islamic_Finance_Banking" group.
To post to this group, send email to islamic_finance_Banking@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to islamic_finance_Banking+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/islamic_finance_Banking?hl=en.

No comments:

Post a Comment