Tuesday 5 June 2012

{Kantakji Group}. Add '11039' المستوى المتردي لطلبة العلم

بسم الله الرحمن الرحيم
 
اورد بعض الاخوة العضاء عرضا محزنا للواقع الدراسي في الجامعات والمؤسسات التعليمية وهو ولا شك مصيب وكثرت التعليقات المؤيدة والموضحة للواقع,
وأثناء مطالعتي لمقالة في إحدى المجلات الشرعية استقوفتني عبارة في احداها تصف حال الاجازات العلمية التي يتداولها أهل العلوم الشرعية, حيث وصف الكاتب حائزها بأنه يفوق حملة شهادة الدكتوراه في بعض الاحيان. لقد اصاب الكاتب في وضعه العبارة الاخيرة "في بعض الاحيان" لأن واقع تداول هذه الاجازات ليس بأفضل من الشهادات الجامعية.
 
لقد خرجت هذه الاجازات عن غاياتها وأهدافها كما خرجت الشهادات الجامعية عن مسارها الصحيح خاصة الشهادات قصيرة الأجل فهذه الشهادات شأنها شأن الاجازات تزرع في نفس الطالب الغرور لا أكثر فيظن انه أصبح علامة الزمان إن روى كتابا في الفقه أو الحديث ...  لقد أهينت هذه الاجازات وللأسف أهين معها تراثنا العلمي العظيم وأئمتنا الاعلام فمن يرى نفسه غير جدير بهذه الاجازة فالرجاء أن لا يجيز بها إلا عندما يصبح أهلا لذلك لا أن يتصدر المجالس للافتاء والتدريس  وكذلك الحال بالنسبة للشهادات القصيرة الاجل وهذه قاعدة عامة عبر عنها اهل العلم قديما بقولهم عمن صدر منه ذلك بأنه "تزبب قبل أن يتحصرم" وفي هذه الكلمات البسيطة معان عظيمة
 
ما يزعجني شخصيا أن هذه الاجازات أصبحت تنقل وتتداول بسهولة ودون ضوابط, والاسوء من ذلك متضمنة العبارة الشهيرة "بالشرط المعتبر عند أهل الاثر". وليت أهل الاثر يدركون هذا العصر لربما وجدنا في كتب المصطلح شروطا أخرى للتحمل والاداء.
ومن صور هذه التساهلات إجازة الرواية التي تنقل بالقراءة الاسنادية حيث تقتصر على قراءة المتن وضبطه دون أي شرح أو تعليق أو تعقيب من الشيخ المجيز. إن هذه الطريقة ولا شك من صلب هيئات نقل علم الحديث الشريف, المبني على السماع وفي هذه الحالات يصبح المجاز له محدثا بما يروي من كتابه المضبوط على نسخة شيخه لا من حفظه. في هذه الهيئة ينقل لفظ الحديث فقط, فلا يمكن أن نقول أنه ينقله الكتاب رواية لعدم البحث في أحوال الرواة والاسانيد. لكن أيصلح نقل العلم بهذه الطريقة في العلوم الاخرى؟ كالمصطلح والفقه والاصول واللغة وغيرها؟؟؟ قطعا لا

ومن صور هذه التساهلات الاجازات العامة حيث ينقل المجيز للمجاز له حق رواية عشرات وأحيانا مئات كتب الفقه واللغة والاصول والحديث بل والقراءات باختلاف رواياتها!!! حتى صار بالامكان تشبيه هذه الاجازات ببطاقات التعريف الشخصية التي يوزعها أغلب الاشخاص والتي تتضمن بيانات التواصل مع الموزع ومركزه او مهنته ونحو ذلك. فأضحت الاجازة العامة بطاقة تعريف بالشيخ تظهر علومه المختلفة وشيوخه المتعددة ورواياته التي لا تكاد تحصى أحيانا. شروط هذه الاجازات معروفة ونقلها معلق على أمانة المجيز وتأكده من استحقاق المجاز لهذا الشرف العظيم بالانتساب إلى سلسلة السند إلى جانب أعلام هذه الامة الذين نقلوا هذه الأمانة بالتضحية والوقت والجهد ويكفي هذا الحامل أن ينظر إلى تباعد منشأ أهل السند فترى الاندونيسي قرأ على الشامي والمغربي قرا على الحجازي والحبشي قرا على التركي وهكذا تكلف هؤلاء مشقة السفر في أزمنة الصعاب ليتلقوا العلم كما يجب بينما هو حاز هذه الاجازة تحت المكيف وفي ضيافة الشيخ أو المركز  الاسلامي أو المعهد.. في دقائق, والحامل يحمل ورقة فيها أسماء عظماء ولكنها مفرغة من علومهم  فهو كالحمار يحمل أسفاراً والعياذ بالله.
 
ما يحدث أننا نشهد تكاسل طلبة العلم عن التحصيل واندفاعهم نحو تجميع الشهادات دون العلوم, فالطلاب هم ذاتهم في الكليات وعند المشايخ. فمن أتقن الطلب عند الشيخ تجده متفوقا في الكلية ومن استهتر في الطلب عند العلماء تراه متراجعا في الكلية بل حتى بعضهم لا يذهب غلى المشايخ بل حتى يكتفي ببضع صفحات محددة من الاستاذ بعد أن يلغي له نصف المقرر ويحدد المطلوب للامتحان فأين تريدون أن تشاهدوا أعلاماً؟
 
تختتم هذه الاجازات غالبا بعبارة الشيخ التي تحض الطالب المجاز له على التقوى في السر والعلين وعلى أن لا يكتم علما من العلوم.خاصة ما تحصل عليه بهذه الاجازة!!!!
أين التقوى في هذا النقل وقد تشتمل هذه الاجازات على عبارات تفيد حصول أعلى درجات التحمل من سماع وعرض وقراءة ونحوها.
وأفضل أحوال هذه الاجازات في روايات القرآن الكريم التي يحصل فيها عرض فعلي من الطالب على الشيخ مع تصحيح الاخير للاخطاء, لكن نعود إلى التهاون ذاته عند الطلاب المتقدمين قليلا في القراءة فيبدؤون بجمع الاجازات دون عرض فعلي أو دون إشارة إلى طريقة التحمل الحقيقية فقد يكون لدى الشيخ رزمة من الاجازات المحضرة سلفا بحيث يجب عليه فقط تعبئة اسم الطالب لا غير فيحصل الطالب في هذه الحالة على اجازة بالعرض أو بالسماع بينما كان تحمله إجازة لا أكثر

إن كان هذا حال العلماء فما حال الطلبة

لكن الدنيا لا تخل من المخلصين
 
أسأل الله أن يرحمنا

--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Kantakji Group" group.
To post to this group, send email to kantakjigroup@googlegroups.com
To unsubscribe from this group لفك الاشتراك من المجموعة أرسل للعنوان التالي رسالة فارغة, send email to kantakjigroup+unsubscribe@googlegroups.com
For more options, visit this group at
http://groups.google.com/group/kantakjigroup?hl=en
سياسة النشر في المجموعة:
ترك ما عارض أهل السنة والجماعة... الاكتفاء بأمور ذات علاقة بالاقتصاد الإسلامي وعلومه ولو بالشيء البسيط، ويستثنى من هذا مايتعلق بالشأن العام على مستوى الأمة... عدم ذكر ما يتعلق بشخص طبيعي أو اعتباري بعينه باستثناء الأمر العام الذي يهم عامة المسلمين... تمرير بعض الأشياء الخفيفة المسلية ضمن قواعد الأدب وخاصة منها التي تأتي من أعضاء لا يشاركون عادة، والقصد من ذلك تشجيعهم على التفاعل الإيجابي... ترك المديح الشخصي...إن كل المقالات والآراء المنشورة تُعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبّر عن رأي إدارة المجموعة بالضرورة.

No comments:

Post a Comment