Thursday 16 February 2012

{Kantakji Group}. Add '10762' دقيقة نقاش الأسبوعية - الورشة التهريجية

جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :

إعداد د.محمد وائل سعيد حبش

دكتوراه في الأسواق المالية

دقيقــة نقاش :

الورشـة التهريجية  :

 

منذ بداية افتتاح سوق دمشق للأوراق المالية و قد تناثرت و اشتدت الدعوات إلى برامج تثقيفية و تدريبية في مجال السوق المالي و آليات الاستثمار فيه و طرق التداول و أهمية الأسـواق المالية و التحليل المالي و فوائده و أنواعه و قد كانت هناك محاولات بائسـة لإقامة دورات تدريبية لنشر الوعي إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور المستغرب و المتسائل إلى حد ما عن ماهية السوق المالي و البورصة و دورها في العملية الاقتصادية والاستثمارية  لكن أن تنبري الغرفة الدولية الفتية في أحلك ظروف سوق دمشق للأوراق المالية وفي الفترة التي لا يتابع المواطن السوري حتى أعماله اليومية لتقيم ورشـة تدريبية في التداول بالسوق المالي هو أقرب في هذا التوقيت إلى التهريج منه إلى الفائدة الملموسة والحقيقية للمواطن السوري كما أن هذه الغرفة و التي عرف عنها باستعراضاتها أكثر من فعاليتها على أرض الواقع بالنسبة للشباب السوري لم تكترث حتى بأهم نقطة في الدورات التدريبية التي تهدف إلى نشر الوعي فعلى افتراض أن الغرفة الدولية جهة غير ربحية فكان عليها أن تهتم بشعبية الدورة بدلاً من التأكيد على محدودية الأماكن و تحديد رسم الدورة بخمسة آلاف ليرة سورية  لتثبت عليها الاتهامات الكثيرة الموجهة لها بالنخبوية و محدودية تأثيرها فقط في الطبقات المخملية في الوقت الذي ننادي به الآن بإيصال الفائدة إلى أكبر عدد ممكن من طلاب العلم و الاستثمار .

وكان من المخيب للآمال أن تتخلى جهات تعليمية تدريبية  ذات مصداقية أكبر عن مهامها مفسحة المجال أمام جهة غير متخصصة بالسوق المالي لتقوم بالدور الاجتماعي و التثقيفي فأمام عزوف سوق دمشق المالي عن إقامة هذه الدورات التدريبية ضمن مشروع الترويج و التسويق للسوق و إقلال المراكز التدريبية العامة المتخصصة في تكرار الدورات في مجال الأسواق المالية كغرف التجارة والصناعة و كذلك الخاصة بسبب انخفاض نسبة الربحية وجدت الغرفة الدولية الفتية فرصتها في الاستعراض .

 

ومع كل الاحترام للمدربين في هذه الورشة و أنا على معرفة شخصية بهم فإن الجهة المنظمة للدورة اعتمدت على مبدأ" من كل بستان زهرة " أي أن علم الأسواق المالية بكل فروعه و مدارسه زجت في ورشة الخمسة أيام بثلاث ساعات يومياً ليخرج المتدرب من الورشة " مخمس الكارات " في التداول والمضاربة ولكن " قليل البارات "  غير قادر على التطبيق العملي لنعود إلى الإشكالية نفسها و إلى اختلاط المعاني في الورشات التدريبية التي من المفترض ألا تتجاوز المادة العملية كلها بضع صفحات أمام الممارسات العملية والنقاشات المفتوحة لصقل المهارات و المعارف التي تلقاها المتدرب سواء قبل الدورة أو أثناء الدورة .

لا بد من الجزم بأن التدريب في سوق الأوراق المالية يلعب دوراً مفصليا بل إن لم نقل ركناً أساسياً من أركان قيام السوق المالي فالسوق والذي يعرف بمرآة الاقتصاد الوطني و الناظم لعمليات تداول الأوراق المالية يعتمد على شعبية السوق وقدرة الإعلام في نقل المعلومات و تحليلها و تنقيحها و شرحها بل إن بعض خصائص السوق المالي تعتمد في جوهرها على الإعلام فشفافية السوق وهو وصول المعلومة بالوقت نفسه إلى جميع المتداولين و المساهمين في السوق إنما تعتمد على قوة الإعلام وقدرته في الوصول إلى المعلومة بحرفية وإيصال المعلومة بكفاءة .

و اعتماداً على ما سبق فإن الإشكاليات التي تعترض السوق المالي  : 

  • قدرته على التدريب و استخدام الإعلام في التسويق والترويج لمبادىء وأهداف السوق  .
  • قدرته على التعاطي مع الإعلام غير الرسمي لنشر ثقافة السوق و التداول  .

فبالنسبة للنقطة الأولى فإن سوق دمشق والهيئة استطاعت استخدام المنابر الإعلامية الرسمية في نشر إنجازاتها و أفكارها و رؤيتها لمستقبل السوق دون أن تفلح في التسويق والترويج للسوق كثقافة ذلك أن المنابر الرسمية الإعلامية كانت تنشر التصريحات الرسمية وأيضاً الآراء الاقتصادية لمن يدور في فلك أركان السوق المالي دون أن تنجح في خلق الثقافة المالية و التي تحتاج إلى دورات تدريبية شعبية دورية مفصلة و مكثفة .

وأما بالنسبة للنقطة الثانية فإن تعاطي السوق مع الجهات التدريبية و الإعلامية غير الرسمية  تبنى الموقف الدفاعي في حالات الانتقادات للسوق المالي أو  التوصيات و الملاحظات  في حالة عدم تعرض هذه الجهات لانتقادات للسوق و لذلك تراوحت المواقف تجاه هذه المنابر غير الرسمية  بين التجاهل فينة وبين السخرية فينة أخرى أو مهاجمتها صراحة في بعض الأحيان و تبني آراءها في الحالات الأقل .

الإشكالية الأخطر في السوق المالي أن تستمر آلية التدريب لدينا بهذه العشوائية والارتجالية و تكتفي إدارة السوق المالي في الندوات و في كلمة ختام  الورشات التدريبية  .

و لأن حديثنا عن التدريب و التوعية والتثقيف المالي فإنني أوصي بعدة توصيات :

  1. افتتاح قناة مالية عامة أو خاصة تختص بأخبار المال و التحليل و تتسع لكل الآراء و التيارات .
  2. وجود قسم إعلامي وتوعية خاص في كل شركة مساهمة عامة مدرجة في السوق تعطي إرشادات و الخطوط العامة في السوق المالية لكل المساهمين  .
  3. تواجد مركز تدريبي  في إدارة السوق والهيئة خاص لتقديم الدورات و الورشات التدريبية العامة.

No comments:

Post a Comment