جريـــدة القــنديــل الاقتصــادية الأســـبوعية :
إعداد د.محمد وائل سعيد حبش
دكتوراه في الأسواق المالية
دقيقــة نقاش
الاتجاه المستقبلي :
اتصلت بي إحدى طالبات الماجستير في جامعة أردنية خاصة تطلب المساعدة في رسالتها و عنوانها " الآثار المستقبلية للصندوق السيادي في سوق دمشق للأوراق المالية "و قد أســعدني عنوان الرسالة أولاً كما أعجبني حماس الطالبة في الوقت نفسه للموضوع فعلى الرغم من عدم انطلاق التجربة بعد إلا أنني اكتشفت أن هناك من الشباب من ينظر إلى المستقبل و يخطط للمستقبل منذ الحاضر .
إلا أنني عندما نظرت لواقعنا في السوق وجدت أننا نخطط دائماً للماضي أي نتخذ القرارات المالية في الوقت الحاضر لأحداث مالية و اقتصادية حدثت في الماضي و لذلك دائماً ما تكون القرارات المالية لدينا منخفضة الفعالية ضعيفة التأثير لأنها جاءت متأخرة و لأنها تداوي مرحلة سابقة .
فقرار مجلس هيئة الأوراق المالية مشكورة فيما يتعلق بتغيير طريقة تحديد السعر المرجعي للورقة المالية ورفع الحد الأدنى لتغيير القيمة السوقية للسهم قد صدر بعد شهور من التعليق و التنبيه إلى هذا الخلل في تسعير الورقة المالية ضمن هذه الظروف الاقتصادية السيئة التي يتعرض لها سوق دمشق المالي .
كما أن قرار مجلس هيئة الأوراق المالية الآخر بجعل الحد الأدنى واحد في المئة و الأقصى خمسة بالمئة يأتي ضمن إطار تحديد منحنى السوق الهابط إلا أنه لا يلغي بالضرورة الاتجاه الهابط للسوق و يبدو أن خيار تعليق التداول أو حتى تخفيض عدد الجلسات اليومية خلال الأسبوع قد تم استبعاده تحت ضغوط شركات الوساطة المالية التي لن يكون أمامها هي الأخرى سوى الإغلاق في حال استمر تعليق التداول إلى فترة غير محددة أمام ضبابية توقيت صدور الصندوق السيادي و دخوله حيز التنفيذ .
وبكل الأحوال أنا متفائل ليس في الحاضر بل في المستقبل لأنها ليست المرة الأولى التي أتلقى فيها اتصالات للمساعدة في إعداد دراسات سواء في الماجستير أو الدكتوراه أو حتى البكالوريوس عن سوق دمشق للأوراق المالية و عن الصناديق الاستثمارية و السيادية فيه فطالما لدينا الشباب الطموح و الوطني و المتعلم فإن لدينا سوقاً أقوى للتداول وسوقاً أكثر شفافية و أصلب بنيوياً و كلما كان لدينا دراسات أكثر عن السوق و مكوناته و أدواته و القنوات المرتبطة فيه كلما تكونت لدينا مراجع خصبة لمزيد من الدراسات و البحث و بالتالي التطوير و التقدم ، ولذلك أدعو جميع الطلاب المهتمين بالسوق إلى التشمير عن السواعد و إجراء البحوث عن هذا السوق من معوقات و مزايا و أدوات و معايير و كفاءة و توصيات لأن السوق يحتاجكم و لأنكم أنتم المستقبل و لأن يد الله مع الجماعة .
No comments:
Post a Comment