Sunday 31 July 2011

{Kantakji Group}. Add '10012' رمضان والصدقة والصومال

بسم الله الرحمن الرحيم

 الإخوة الأحبة رواد هذه المجموعة الكريمة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

فأبدأ بتهنئتكم وتهنئة نفسي بأن من الله تعالى علينا برمضان هذا العام وأسال اله تعالى أن نكون ممن يقوم ليله ويصوم نهاره والفائزين بالأجر، واللهم آمين ، ثم اسمحوا لي بهذه الكلمات التي أذكر بها نفسي وأياكم بواجب عظيم يطرق علينا الباب ولا يجب أن نغفل عنه 

 

فحمدا يجازي النعم ، وشكرا يطاول المنن ، وتسبيحا حق لإله تفرد بالقدم، وتنزه عن المماثلة والسقم ، رب السماوات والأرض فاتخذه خليلا لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

فمنذ أيام قليلة طالعتنا وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية بإعلان الأمم المتحدة مناطق في الصومال مناطق مجاعة، ويزيد في هول الخبر أن نعلم أن ثلاثة ملايين و مائتي ألف إنسان لا يجدون ما يقتاتون به، وفي المقابل ها نحن نحضر أنفسنا لاستقبال رمضان بشراء الأطايب من المآكل والمشارب ، طبعا ليس لنا في هذا الباب أي تعليق فقد قال الله تعالى:                      الأعراف: ٣٢ ، لكن حبذا لو انتهى الأمر عند هذا الحد، فقد راح البعض يسعى لاستقبال رمضان من خلال إنفاق ذلك الطيب من الرزق ليستعين به في مشاهدة للمسلسلات الرمضانية التي حل موعدها النهارية منها والليلية، وكأن الغاية من رمضان هي هذه.

لهؤلاء وغيرهم أقول فليكن في ذهنك يا حبيب الرحمن يا من حباه الله تعالى دون غيره ممن قضى عليه الكتاب فتوفاه إليه أن رمضان أعظم وأجل قدرا مما تسعى إليه، يا حبيب الرحمن أسألك بالله تعالى أن تنفض عنك غبار الذنوب لترى وقتك بشكل أحسن ، يا حبيب الرحمن لا تكن ممن قال الله تعالى فيهم ﭹﭺ  ﭻﭼ      ﭿ                                               المطففين: ١٤ - ١٦ ، فيا حبيب الرحمن: علمت أم لم تعلم، فكن واثقا أن الله تعالى قد جهزك لتخوض غمار سباق الحسنات الخاص به في رمضان، فلا تكن من الخاسرين، ودليل قولي: قوله تعالى في حديث قُدُسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان .

أخي العزيز يا حبيب الرحمن، أناشدك بالله تعالى أن تلقي من وراء ظهرك ما تحمله قبل رمضان، وتستعد كفرس الرهان لتكون من الفائزون بباقة الخير التي يقدمها لك هذا الشهر العظيم، وأسألك بالله تعالى: هل ترى شيئا أعظم من أن تطفئ بفعل تقدمه بين يديك غضب الله تعالى- نعم إن الله تعالى يغضب إن انتهكت محارمه، ويغضب أن وجدك حيث نهاك، ويغضب أن لم تقدر نعمته عليك فأفسدت بها جميل فطرتك السليمة؟

يا حبيب الرحمن يا من خصه الله تعالى برمضان أعلم أن وقتك الذي تهدره على المسلسلات في رمضان أنت مسئول عنه من جانبين؛ الأول: جانب الوقت وهذا جانب عظيم، وقد قال لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم: " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما فعل وعن ما له من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه " سنن الترمذي.،  أما الجانب الآخر فهو الدعم المالي غير المباشر والذي تساهم فيه من خلال مشاهدتك لهذه المسلسلات والذي يقدر بنسبة المشاهدة، حيث يسهم ذلك بارتفاع أسهم القناة في البورصات المخصصة لها وبالتالي، يا حبيب الرحمن هل ترغب حقا بذلك. 

يا حبيب الرحمن تعال وضع يدك بيدي لنتكاتف ونسهم في إطفاء غضب الله تعالى، فبدل أن نسهم بشكل غير مباشر في دعم مسلسل أو قناة، فندفع بشق تمرة إلى اللجان الخيرية؛ كاللجنة الإسلامية الخيرية العالمية لتذهب بها إلى الصومال لعلها تقع في جوف امرئ مسلم يحيى بها قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:" إِنّ الصّدقةَ لَتُطْفِيءُ غَضَبَ الرّبّ وتَدْفَعُ عن مِيتَة السّوءِ " تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي. ، ويا حبيب الرحمن يا من بلغك الله تعالى رمضان، مفضلا إياك على كثير غيرك ممن غيبوا تحت التراب خلال العام المنصرم أذكرك بحديث رسول الله تعالى : حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا قَالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى، وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغْتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا، وَلِفُلاَنٍ كَذَا، وَقَد كَانَ لِفُلاَنٍ" اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان .

        يا حبيب الرحمن إنما الصدقة تجارة لا خسارة فيها، وهذا أمر تكفل الله تعالى به ، وهذا هو وقت اختبار الله تعالى لك بشأنها، بل هذا هو وقت يطلبها الله تعالى منك ، وها هو يناديك فيقول الله تعالى:                                            الحديد: ١١ . فهل تسمع النداء، وهل تسمع بالجزاء أنه يا حبيب الرحمن دنيوي وأخروي، وقد جمع الله تعالى لك ذلك كله في هذا الشهر الكريم.

        يا حبيب الرحمن إنهم 43% من شعب الصومال ، يا حبيب الرحمن إنهم ثلاثة ملايين و مائتي ألف إنسان، ويا حبيب الرحمن هل ترضى بأن يسعى إليهم الناس من المشارق والمغارب بألوان الطعام وألذه ويعرضون عليهم غير الإسلام، ونحن ها هنا قاعدون.

 اعلم أخي الكريم أننا مسئولون عنهم يوم تزل الأقدام، فجهز حجتك لتتلوها أمام الله تعالى يوم يسألك لماذا تركتم عبادي للجوع والعطش وأنتم تتقلبون على الفرش. فهل أنتم جاهزون للقاء ؟؟؟؟ قال تعالى:                ﯿ                         لقمان: ٣٤.

                                                                                   

                                                                أخوكم الدكتور محمد الشقيري

No comments:

Post a Comment