Thursday 7 July 2011

{Islamic_Finance_Banking} "ليس منا من دعا الى عصبية"

في صباي في بدايات الثمانينات الميلادية, كنت قد نشأت يتيماً في كنف والدي عبدالرزاق بن حسن الجندي رحمة الله وكان بينه وبين الدكتور عبدالعزيز اسماعيل داغستاني عضو مجلس الشورى السابق محبة وصداقه عظيمة حيث كان يثني على الدكتور ثناء شديدا في كل حين. ذات ليلة ذهبنا انا ووالدي لزيارة الدكتور في بيته الذي ما زال يسكنه. وعند انتهاء الزياره اخذ الدكتور عبدالعزيز والدي جانباً واعطاه مبلغ اقدره بعشره الاف ريال وقد سمعته يقول "اريد ان اشترك معك في تربية هؤلاء الايتام بهذا المبلغ" وقد تقصد اخذ والدي جانباً حتى لا يحرج هذا الفتى اليتم الصغير. لم يعلم بأني قد سمعت ما دار بينهم من حديث ولكن ما زلت من تلك الليله الى الان اتحين الفرصه في بره وذلك براً بأصحاب والدي وبراً لعطفه وحبه المشاركة في الاجر. وحتى هذه اللحظه لم يعرف السبب المباشر لبري له ادام الله عليه الصحه وطول العمر في طاعته. . وقد وجهني بإزالة مقالي هذا فلم امتثل لامره ولكني ازلت انفعالاتي  الشخصيه للرجوع الى الموضوعية في الطرح.  المقال بالكامل موجود على موقعي في الفيسبوك على الرابط التالي  


http://lnkd.in/JXNpSv

  

 

تعقيباً على ما قد نشر على صفحة الفيسبوك الخاص بالاخ الجليل الاستاذ كمال علي عبدالقادر والمرفق بمقطع مسجل معنون ب"الشيخ الجفري يفضح الوهابية التكفيرية ويبين حقدهم على المسلمين", أقول إن علينا الترفع واتخاذ أسلوب الحوار والطرح بالمفهوم الإسلامي الواعي للتداعيات الانيه للأمة الإسلامية وتجنب شق وحدة الصف وعدم الدعوة للفرقة وتأجيج الفتن وإثارة الضغائن, علاوة على الاحترام في مخاطبة علماء أجلاء أثروا الفكر الإسلامي. نحن لا نزايد احد في حب الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن أيضا كمسلمين ليس حبه صلى الله عليه وسلم حكر على فرد أو جماعة معينة.

 

في سياق المساجلة والمجادلة في الموضوع أعلاه, وجدت تساؤل من أخي الكريم الأستاذ كمال علي عبدالقادر عن الوهابيه وماهيتها فأردت التوضيح بالاتي. إن الوهابية ليست مذهباً وإنما مصطلح حديث أطلق على الحركة الفكرية التي دعت إلى تجديد الدعوة السلفية والتي خرجت في الأصل من رحم الفكر الحنبلي. إن من أهم أهداف الدعوة السلفية هي إزالة الفرقه والتشرذم بين المذاهب الإسلامية الأربع فيما يخص الأمور الفقهية, مع العلم انه لا اختلاف على الإطلاق فيما يخص الأمور العقدية والتوحيد بين مذاهب أهل السنة والجماعة. يعلم الباحث المطلع انه في حقب ماضيه تأججت الفرقة المذهبية إلى حد الهجاء فيما بينهم شعرا ونثراً. ولذا يرى الباحث في تاريخ الدعوة السلفية أنها, وابتداء من شيخ الإسلام احمد ابن تيمية وحتى يومنا هذا, تدعوا إلى الإجماع في الأمور الفقهية الخلافية, دون الالتفات إلى كيفية الإجماع وماهيته وضد من. مثال, إذا حصل إجماع على رأي فقهي بين ثلاثة من المذاهب ضد احدهم, حتى لو كان الرأي المضاد هو رأي المذهب الحنبلي والذي تمخضت من أحشائه الفكر السلفي, فإن الرأي الأرجح والذي يفتى به هو رأي الجماعة والأكثرية. أما إذا اختلف أراء المذاهب الأربع بالتساوي, فالأمر في سعه بين الرأيين. إن من الإجحاف تجاهل ما قدمته الدعوة السلفية وكذلك محاولة التقليل من دورها في التاريخ الإسلامي بنسبها إلى احد مجدديها الأواخر إغراضا وإمعانا في تقليل دورها في توحيد الصف. يرى الباحث المتمعن أن من نشروا بغض هذه الحركة الفكرية قديماً وحديثاً هم ممن كرهوا وحدة الصف وزالت عنهم عصبياتهم وعصبتهم لتنضم إلى الفكر الذي يترفع عن التعصب المذهبي. لذا فقد ساد وراج هذا الفكر في الأقطار الإسلامية وانتشر بين المثقفين وحديثي السن بشكل مباشر بسبب استقلاليتهم في التفكير عما وجدوا عليه أبائهم وبسبب انفتاح سبل الثقافة والتثقف في هذه الأيام. كما يرى الباحث أيضا أن الفكر السلفي أسهم مساهمه مباشره في تقليل حدة التشدد في الفكر الحنبلي ككل مما أزعج دعاة الفرقة والتعصب والجهات والقوى الخارجية بشكل مباشر لما يشكله هذا الفكر من منهج داعي لتوحيد الصف. إن نسب بعض الضالين لهذا الفكر بغرض التشويه لا يقل سفاهةً ولا ضحالةً في التفكير عن من ينسب أعمال من ضل من أبناء المسلمين إلى هذا الدين العظيم. أنا لست متمذهباً ولا داعياً لعصبيه مذهبية ولكني معجب بما قدمته  السلفية من فكر مستنير لهذا الدين كحركة فكرية معاصرة للتجدد وداعية للوحدة. إن اختلاف المدارس الفكرية المنتمية للمذاهب المختلفة في الأمور الفقهية هو إثراء لا يضير لأننا بكل شرائح مجتمعنا اجتهدنا فيما يخص الاختلاف الفقهي ولكن مازال الجوهر العقدي واحد حتى لو اختلفت المشارب الفكرية.

 

 لقد ذكر أخي الكريم الأستاذ كمال علي عبدالقادر في سياق الحوار أن طالباً قدم رسالة الدكتوراه في تكفير والدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلم بالأمر الأستاذ المؤرخ الكبير محمد حسين زيدان، رحمه الله واسكنه فسيح جناته، فذهب إلى وزير التعليم العالي، آنذاك، معالي الأستاذ حسن آل الشيخ، رحمه الله واسكنه فسيح جناته، فقرر الأخير إلغاء الرسالة ورفضها، لأنها تؤذي النبي، عليه الصلاة والسلام (وأنا اقتبس كلام الأستاذ كمال). وطبعا هذا الفعل غير مستغرب أبدا من احد أحفاد مجدد الفكر السلفي. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا, لماذا لا نرى الجانب المشرق في هذه الصورة؟ لماذا لا نستذكر الموقف الإسلامي الرائع لمعالي الأستاذ حسن آل الشيخ، رحمه الله, مؤلف كتاب "دورنا في الكفاح" وكتاب "خطوات على الطريق الطويل" وكتاب "خواطر جريئة" والذي أبدى فيه انه من الخطاء لوم الشاعر أو الكاتب قبل أن يتعرف على واقعه ومحيطه وظروفه الخاصة. لذا فإني أرى أن الشيخ الجفري غفر الله له قد أخطاء عندما ناقش أمور خلافيه على وسائل الإعلام واستخدام شعبيته بين بعض إخواننا وأحبائنا في الدعوة إلى التفرق على أساس فكري.

 

يجب ألا تستغل وسائل الإعلام ذات الاتجاهات الفكرية المختلفة الحرية الفكرية التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين بعد أن كانت تستعرض آراءها بالتلميح على استحياء في السابق. أن التغيير الجوهري في الحركة الفكرية الإسلامية التي كان قوامها "تقبل الأخر" و "الحوار الوطني" و "حوار الأديان" والتي تبناها راعي هذه الدولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله لا تعني بأي حال من الأحوال قبول دعوات التفرق وإشعال المذهبية. لقد أكد الملك حفظه الله في كلمته أمام مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة عام 2006 "أن الوحدة الإسلامية لن يحققها سفك الدماء كما يزعم المارقون بضلالهم فالغلو والتطرف والتكفير لا يمكن له أن ينبت في ارض خصبة بروح التسامح ونشر الاعتدال والوسطية" وأكد في خطابه الشهير في حفل أهالي منطقة القصيم عام 2007 بقوله "سبق لي أن قلت وأكرر أمامكم الآن، أن هناك أمرين لا يمكن التساهل فيهما، وهما شريعتنا الإسلامية ووحدة هذا الوطن، وأصارحكم القول إنني أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية، أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان.. فهذا علماني.. وهذا ليبرالي.. وهذا منافق.. وهذا إسلامي متطرف.. وغيرها من التسميات.. والحقيقة هي أن الجميع مخلصون (إن شاء الله) لا نشك في عقيدة أحد أو وطنيته حتى يثبت بالدليل القاطع، أن هناك ما يدعو للشك لا سمح الله". وكما قال حفظه الله في نفس الخطاب "إنني أطلب من المواطنين كافة وطلبة العلم والصحفيين والكتاب خاصة أن يترفعوا عن هذه الممارسات وأن يتذكروا قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون). فلماذا مازال البعض يثير الخلافات المذهبية من وقت لأخر؟ وما هي أهدافهم؟ وماذا يرجون؟ تساؤل حق للمجتمع الكشف عن جوابه.

 

إذا ما رجعنا إلى الخلفيات التاريخية والاجتماعية وجدنا أن الإقصاء الواقع من المنتمين إلى المدرسة الحنبلية في نواحي دينية وشرعية مختلفة في الماضي القريب على الآخرين المنتمين للمذاهب الأخرى سببت نمو الشعور بالتظلم والتهميش قلما تم التحدث عنه بشكل مباشر وصريح تحاشيا لما قد يتضمنه من تبعات سياسية واجتماعية. لقد تنبه القائمون على هذه الدولة وعلى رأسهم الملك حفظه الله على تجاوزات كثيرة في التعليم والثقافة والتشريع وحقوق الفرد والمواطنة وقبول الأخر مما دفع عجلة التحديث والتغيير إلى الأمام بشكل واضح ومما أثرى الحركة الفكرية والثقافية بشكل غير مسبوق ولن يمر وقت طويل حتى يتغنى هذا المجتمع بجميع أطيافه بالمساواة واشتراكهم في بناء هذا البيت السعودي الكبير والذي مازال وسيزال محسودا على ما انعم الله عليه من نعم لا تعد ولا تحصى. إن من ليست لديهم الشجاعة الأدبية في وضع الأمور في نصابها خوفاً من التبعات السياسية والذين يستخدمون الدين والمذهبية والأخطاء الاجتماعية السابقة كغطاء لتمرير أفكارهم لن يجدوا إلا كل وعي ودراية بخلفيات الأحداث, وانا هنا لا اخص الشيخ الجفري بالخطاب. نحن لسنا المجتمع المثالي ومازال أمامنا الكثير لتحقيقه لذا وجب علينا كمواطنين الانتباه للدعوات التي تتلاعب بالعواطف مستغله المذهبية كغطاء لنبش عثرات بائدة سببتها أخطاء اجتماعيه صاحبت مخاض الحركة الفكرية في مراحل مختلفة من عمر هذه الدولة. انه من الخطاء الوقوف عند هذه العثرات والأولى تجاوزها والالتفات إلى المساهمة الفاعلة في تنمية هذا الوطن وتسخير هذا النسيج الاجتماعي باختلاف مشاربه الفكرية وأطيافه كدافع للإبداع.    

 

عندما نسمي الأمور بأسمائها ونضع الأمور في نصابها ونناقش موضوع الإقصاء الفكري وإفرازاته بشكل واضح وبغرض الإصلاح وعندما نبتعد عن التوريه بالدين مخافة الوقوع في شراك السياسة فإننا سنصل إلى قاعدة نستطيع الانطلاق منها لحل يؤدي إلى الاعتدال وتحييد أي سياسة إقصاء فكري على الإطلاق. الأولى العمل على إيضاح الأسباب النفسية وراء هذا النوع من التوريه بالدين وتخصيص رسائل بحث في هذا الخصوص للوقوف على أسبابها وإفرازاتها. إن عدم قبول الاختلاف والتمسك بما هو معرض للصواب والخطاء هو إقصاء فكري للذات. اذكر موقفين مختلفين وقفت أمامهما مراراً وتكراراً, احدهما مع الشيخ الجليل عبدالعزيز المسند والأخر مع الشيخ الجليل عبيدالله الكردي رحمهما الله وكلتا الواقعتين كانتا في الولايات المتحدة سنة 93 ميلادي, ولكني تأثرت كبير الأثر بموقف الشيخ عبدالعزيز المسند. في إحدى الليالي وفي أمسية ربانية اجتمع عدد من الطلبة السعوديين باختلاف مشاربهم, وكنت منهم, بالشيخ المسند رحمة حيث اخذ بالتكلم في مواضيع مختلفة وفي سياق الحديث تطرق لإعمال الدكتور الشيخ محمد عبد يماني رحمة الله في خدمة الإسلام فما لبث أن قام احد الطلبة بالاستنكار مدعياً تصوف الدكتور وابتداعه فأعتدل الشيخ عبدالعزيز وأنكر على هذا الشاب ما قاله وبداء في سرد مناقب الدكتور محمد عبده يماني ولم ينكر تصوف الدكتور اليماني المعتدل والذي يضاف في ميزان أعماله. لقد أذهلني هذا الموقف من احد شيوخ السلفية (الوهابية) كما يطلق عليها الآن. لقد أكبرت انتصاره للدكتور محمد عبده يماني وحسن الظن به والإشادة بما قدمه للإسلام والمسلمين من أعمال جليلة شرقا وغرب.

 

في المقابل اجتمعنا نحن نفس الطلاب في مدينة نورمان في ولاية أوكلاهوما بالشيخ عبيدالله الكردي والذي كان احد مؤسسي المسجد في مدينة نورمان عندما كان طالباً بها. في تلك الأمسية قص علينا الشيخ رحمة الله قصته مع الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في مسجد عبدالله ابن العباس في مدينة الطائف عندما كان الشيخ عبدالعزيز يلقي درساً في حلقة علم وفاجئه الشيخ عبيدالله الكردي بالسؤال عن اذا كان الشيخ عبدالعزيز ابن الظالم الجاهل عبدالله ابن باز. وذكر أن الشيخ عبدالعزيز رحمة الله استنكر نعت والده بالظالم الجاهل فذكره الشيخ عبيدالله الكردي بأنه يستنكر نعتاً نعت الله سبحانه وتعالي به البشر في قوله تعالى (وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا) فاستقرت نفس الشيخ. كما أتبعة بسؤال أخر وهو كيف أن السلفيين يستنكرون نعت أبائهم بصفات اقرها الله سبحانه وتعالى على البشر أجمعين فيما يقبلون نعت آم الرسول صلى الله عليه وسلم بالكفر. لقد كان لهذه القصة الكثير من الأثر السلبي في نفسي وعرفت حينها أن الأمر لا يتعلق بأم الرسول صلوات الله عليه وسلامه وإنما في واقع الأمر هو رد فعل مبطن للإقصاء الفكري للمذهبين المالكي والشافعي على يد أتباع المذهب الحنبلي في مراحل المخاض الفكري المختلفة. وبما أن المذهب الحنبلي, في واقع الأمر, هو مذهب الدولة الرسمي فقد تفادى أصحاب المذهبين المالكي والشافعي الخوض في المذهبية وعدم قبول الأخر وضخموا قصص خلافيه تم التعرض لها مراراً  على مر العصور في التاريخ الإسلامي بغية التعريض والانتقاص وليس لإحقاق الحق وإزالة الضرر المعنوي الواقع على والدة النبي الكريم. وهناك من يشهد اليوم ممن عاصروا الواقعتين على صحتها وأنا شخصياً احمل ذمتي يوم الدين بما أوردت في هذا السياق ولكم القياس. فلماذا الخوض في أمور ليس لنا فيها ناقةً ولا جمل؟ والتي هي ليست أمور تمس صلب العقيدة والتوحيد وليست من الأمور التي يسأل عنها في القبر, إنما هي أمور في علم الله عز وجل وتقع تحت دائرة رحمته.

 

 

د. عبدالقادر حبيب الله

 

http://www.youtube.com/watch?v=LF4KpMylodk&feature=youtube_gdata_player


--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "Islamic_Finance_Banking" group.
To post to this group, send email to islamic_finance_Banking@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to islamic_finance_Banking+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/islamic_finance_Banking?hl=en.

No comments:

Post a Comment